IMLebanon

المطران عبد الساتر يذكرنا بالبطريرك صفير  

 

 

أجرأ وأصدق وأشرف كلام صريح في وجه المسؤولين، كل المسؤولين، ما قاله المطران بولس عبد الساتر رئيس أبرشية بيروت المارونية.

 

هذا الكلام ذكرنا بكلام المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال نصرالله صفير الذي كان دائماً يقول: طبّقوا الطائف ثم اعترضوا إذا كان لديكم من اعتراض.

 

ولا بدّ هنا من أن نذكر المطران عودة لأنّ صرخته جاءت، بالفعل، من القلب.

 

طبيعي أن يقول المطران عودة ما قاله لأنّ قلبه محروق: آلاف الفقراء والمعوزين الذين يطالبونه يومياً بالمساعدة، فكيف لا يشعر بهم وهو عائش معهم وبينهم.

 

وصرخة المطران عبد الساتر في وجه رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة كانت مدوية، صحيح أنّ الرئيس بري «لقطها» كما يقولون حين صفّق ولكن من أسف أن التعب بدا على رئيس الجمهورية، أما رئيس الحكومة فكان في سبات عميق.

 

بكل صراحة وبدون أي مواربة قال المطران: لقد فشلتم فعليكم أن تذهبوا الى بيوتكم، كان صريحاً، وقال ما يقوله ويردده يومياً الثوار منذ أربعة أشهر.

 

أنا مع المطالب المحقة لهذه الثورة، التي تريد التغيير الحقيقي بدءًا من رأس السلطة ومحاسبة المخطئين، ويوجد في القوانين اللبنانية ما يكفي لمحاسبة الجميع بدءًا برئيس الجمهورية، لسنا في حاجة الى قوانين جديدة.

 

ويقولون دائماً: ما هي الخطة البديلة؟

 

أود أن أختصر المسألة الحقيقية بثلاثة أمور:

 

أولاً- التوظيف الطائفي إذ يبدو أنّ عدد الموظفين الطائفيين الذين لا يداومون ٦٤ ألف موظف يكلفون الدولة (مرتبات وتعويضات) ٤ مليارات ونصف الميار سنوياً.

 

ثانياً- الجمارك، فالتهريب هناك يحرم الخزينة بين ثلاثة وستة مليارات سنوياً.

 

ثالثاً- الكهرباء التي هي منذ ١٩٩٣ مع جماعة ٨ اذار، ولم يجدوا لها حلاً، إذ يلزم لبنان ١٥٠٠ ميغاواط ولم يحلوها، بينما مصر أنتجت عشرة أضعاف (أي ١٥ ألف ميغاواط) وأنجزتها في تسعة أشهر.

 

وفي حسبة سريعة يتبيّـن الآتي:

 

إنّ موازنتنا تبلغ ١٢ مليار دولار بعجز يبلغ ٤ مليارات دولار، فلو وفرنا ٤ مليارات من التوظيف العشوائي (… الطائفي) غير المنتج، ونحو مليار ونصف مليار دولار من الكهرباء وتسعة مليارات عبر ضبط الجمارك، لكنا أنجزنا موازنة من دون عجز الأربعة مليارات، ولوفرنا خمسة مليارات أخرى يمكن تحويلها لسداد مستحقات الدين العام التي تدهمنا في شهر آذار المقبل.

 

ويمكن الأخذ بما تحقق في «طيران الشرق الأوسط» إذ أنهت الشركة خدمات أربعة آلاف موظف لم يكن لهم دور سوى تقاضي الأموال من دون أي إنتاج فاعل… وبهذا التدبير أخذت الشركة تحقق ربحاً مقداره نحو مئة مليون دولار وهي التي كانت تخسر مبلغاً مماثلاً.

 

وبعد، اليوم جلسة الثقة بالحكومة، حتى ولو حصلت عليها (وهي مضمونة مبدئياً) ونتمنى أن تمر الجلسة بسلام لأنني لأوّل مرة أشعر بالخوف، لأنّ الحكومة إذا قررت أن تحسم أمنياً، فتعقد الجلسة بالقوة… لذلك أدعو صادقاً أن يمر هذا القطوع، بخير وسلام.

 

إنّ الثقة التي يجب أن تنالها الحكومة هي من الشعب أولاً ومن المجتمع الدولي، الشعب قال كلمته، والعالم قال كلمته، وما نعانيه جراء العقوبات المفروضة خصوصاً من أميركا سببها أنّ لبنان يقف الى جانب إيران ضد أميركا، وضدّ كل أهله العرب، وما دام الحال على هذا المنوال، فلا نتوقع إلاّ المزيد من المآسي والفشل.

 

أرجو أن يصحو «حزب الله» ولو لمرة واحدة في تاريخه، فيتصرّف لبنانياً لأنّ الخطر الكبير لن يوفر أحداً بمن فيهم «حزب الله» ذاته، وهذه العنتريات والصواريخ التي لم تطلق طلق واحدة منذ ٢٠٠٦ ضد إسرائيل حتى اليوم لن تستطيع أن تفعل شيئاً.

 

عوني الكعكي