Site icon IMLebanon

حملة زحلاوية تلغي مشاركة مطرانها في ندوة عن سليماني

 

لم يمرّ الإعلان عن مشاركة راعي أبرشية زحلة والفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش في “ندوة إفتراضية” تنظّمها “الجامعة الإسلامية الحرّة”، بعنوان “سليماني رائد السلام والتعايش الديني” من دون ردّات فعل قاسية في مدينة زحلة، دفعت بدرويش إلى الإنسحاب منها “حتّى لا تفسّر مشاركته بغير ما هي عليه”، وفقاً لبيان وزّعه مكتبه الإعلامي، لم يذكر عنوان المحاضرة، بل إكتفى بالإشارة الى طبيعة مشاركة المطران درويش الذي “لا يتكلّم إلا بالمحبّة والإخاء بين الأديان ورسالة لبنان التعايش، ولم يتكلم يوماً بالسياسة”، داعياً الى “وقف الحملات الغوغائية المضلّلة والإهتمام بما هو مفيد للجميع”.

 

ودرويش كان واحداً من شخصيتين لبنانيتين وحيدتين ستشاركان في الندوة التي يدور عنوانها وفقاً لما جاء في بطاقة الإعلان عنها حول “القائد الشهيد ومدرسة المقاومة”، وهو الشخصية الدينية الثانية التي دعيت للمشاركة في الندوة، الى جانب الأب أنطونيوس حنانيا من فلسطين، ومشاركين علمانيين من ايران، وواحد من سوريا.

 

ومع أنّ درويش شدّد في بيانه الإعلامي على الطابع “الحواري” لمشاركته وعلى كون الحوار “جزءاً من العلاقة مع الآخر والإنفتاح والإحترام والأخوة تجاه الآخرين، ورؤية الخير في الشخص الآخر”، فإن ذلك لم يحدّ من الموجة الإستفزازية التي أثارها في أوساط زحليين، هالهم أن يشارك مطران المدينة في ندوة إفتراضية حول قاسم سليماني، والذي مهما كان تقييم المطران درويش لدوره في “السلام والتعايش الديني”، فلن يخفى عليه بأنّ فريقاً واسعاً من اللبنانيين لا يشاركونه الرأي، ولا يؤيّدون قدرته على فصل الرجل عن خلفياته السياسية، بما تشكّله هذه الخلفيات من عامل يوسّع الشرخ بين اللبنانيين.

 

ومن هنا، واصلت شريحة من الزحليين حملتها على درويش لساعات بعد صدور البيان، لتعكس قساوة التعليقات على مشاركته في الندوة، موقفاً مبيتاً حتى من هوية بطريرك الطائفة ورؤساء أبرشياتها، والذين طالبت بعض التعليقات بأن يتمّ إختيارهم من اللبنانيين فقط، في إشارة الى الجنسية السورية التي يحملها المطران عصام درويش. حيث إعتبر البعض أنّه لا يمكن أن ينتظر من بطريرك أو مطران سوري بأن تكون أولويته لبنان. وقد وجد البعض في ذلك مناسبة لتصفية الحسابات حتى مع البطريرك الكاثوليكي، الذي تأخذ عليه شريحة كاثوليكية موقفه المهادن تجاه كل ما يتعلق بعلاقة لبنان مع النظام السوري أو الإيراني، وصولاً الى إعتبار البعض بأنّ قرار الطائفة الكاثوليكية في لبنان مصادر طالما أنّ كرسيها البطريركي موجود في سوريا. وبرأيهم أن ذلك يفقد رأس كنيستها حرية التعبير عن الموقف الفعلي لأبناء الطائفة.