Site icon IMLebanon

المطران صيّاح لـ” الديار”: لا يمكن انتخاب رئيس من دون موافقة المسيحيين

 

قمة روحية مرتقبة في بكركي تنتظر جواب الطوائف الاسلامية حول المشاركة

 

يتجه الصرح البطريركي الى عقد قمة روحية مسيحية – اسلامية الاسبوع المقبل، او مطلع الذي يليه على أبعد تقدير، ضمن الحراك الذي تقوم به بكركي للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، وإنهاء الشغور الرئاسي الذي سيدخل عامه الثالث نهاية الشهر الجاري، والذي يحمل في طياته تداعيات خطرة لا تحمد عقباها، إضافة الى بحث الوضع الامني المتدهور والاعتداءات ” الاسرائيلية ” التي تنهمر على لبنان يومياً، وفي مختلف المناطق اللبنانية وما تبعها من تأثير مؤلم في اللبنانيين الذين باتوا نازحين في بلدهم.

 

وتأتي هذه القمة الروحية بالتزامن مع الحراك الرئاسي القائم من قبل مختلف الافرقاء السياسيين، في ظل الوضع الامني المقلق جداً، مع الامل في أن يتعاون الجميع من اجل حل هذا الملف العالق منذ نهاية تشرين الاول 2022 والعمل بصورة جامعة من اجل استرجاع الوطن، الذي يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في خطر كبير وعلى كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من تدهور عسكري ومالي واقتصادي ونزوح حوالى مليون ومئتي الف لبناني، مع ويلات وفقر وبطالة وهجرة شبابية، وتشنجات وتوترات وانقسامات، في ظل مخاوف عديدة تنتشر يومياً من انّ الآتي اعظم، لذا فصرخة القمة الروحية مطلوبة اليوم وبالصوت العالي، كنداءَ لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، مع إطلاق المزيد من الصرخات في اتجاه الدول العربية والغربية، للمساهمة في إنقاذ لبنان ووضع حدّ لما تقوم به ” إسرائيل” من عدوان غير مسبوق لم يشهده العالم.

 

وفي هذا الاطار يشير النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صيّاح في حديث لـ” الديار” الى انّ القمة الروحية قد تنعقد الاسبوع المقبل، لكننا نتتظر جواب الطوائف الاسلامية حول مشاركتهم فيها، ويجب ان تنعقد قبل تاريخ السابع عشر من الجاري موعد سفر البطريرك بشارة الراعي، مما يعني انها باتت مرتقبة. وقال: “سنطرح كل ملفات الساعة وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي، لانه من الضروري جداً ان يتم انتخاب رئيس توافقي بأسرع وقت ممكن، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون”.

 

وعن أجواء الزيارة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مساء اول من أمس الخميس الى الصرح البطريركي، لفت المطران صيّاح الى انّ الاجواء كانت ايجابية جداً، ويمكن القول انّ الملف الرئاسي يتحرّك اليوم بقوة واكثر من اي وقت مضى.

 

وحول وجود أسماء توافقية للرئاسة بعيدة عن التحدّي، سأل:” ومَن طرح اسماً رئاسياً للتحدّي؟، الكل دعا الى انتخاب رئيس توافقي وهذا هو المطلوب اليوم، ويجب ان يتفق كل الافرقاء من اجل وصول رئيس بهذه الصفة، نافياً طرح أسماء للرئاسة خلال اللقاء.

 

ورداً على سؤال حول مدى انزعاج البطريرك الراعي من مشهد لقاء برّي – ميقاتي – جنبلاط في عين التينة بغياب المكوّن المسيحي، قال المطران صيّاح:” لا شك انّ المشهد أزعج سيدنا الراعي، لكن البيان الذي صدر لاحقاً عن المجتمعين اوضح كل الامور، من ضمنها انّ التطورات فرضت وقائع جديدة ومعطيات استدعت هذا اللقاء، وهنالك اجتماعات واتصالات تشاورية تجري مع جميع الافرقاء للتحضير، والكل مدعو للمشاركة في القرار والتوافق، وأكد صيّاح انّ انتخاب رئيس للجمهورية لا يمكن ان يمر من دون موافقة المسيحيين.

 

ولفت الى أنّ البطريرك الراعي يجري اتصالات مع عواصم القرار والفاتيكان، من اجل وضع حد للحرب القائمة على لبنان، ويحثهم على ضرورة الدعوة لوقف القتال، لانّ الوضع مقلق جدا ويتطلّب جهوداً من الدول الكبرى، لمنع ما يجري على ارضنا، مشيراً الى انّ قداسة البابا فرنسيس يشدّد دائماً على ضرورة انتخاب رئيس، مقبول من اكثرية الاطراف وبأقصى سرعة، كي تسير الامور على الدرب الصحيح.