Site icon IMLebanon

هل تـنـجـح بكـركـي في إستقطاب المعارضين للحياد ضمن حوار وطـنـي جامـع؟

 

مصادر دينـية مسيحية : طـرح الراعي لا يستهدف حزب الله ونـأمل ملاقاتنا

 

لا تزال بكركي تلاقي التأييد لطرحها الحياد كحل لعدم الانزلاق النهائي للبنان، اذ لاقت الترحيب والتأييد عبر زيارات المسؤولين السياسييّن، والوفود النيابية الداعمة لخط 14 آذار، فيما غاب خط 8 آذار عن تلك الزيارات، والتزم معظم اطرافه بالصمت مفضلّين عدم التناحر والخلاف مع  الصرح البطريركي. فيما صدرت بعض المواقف الرافضة بقوة من قبل رجال دين شيعة، ما دفع بمصادر دينية مسيحية الى التذكير بأن مواقف بكركي لا تخضع للتوظيف السياسي، بل تنبع من دورها في الدفاع عن استقلال لبنان، لذا لا بدّ من اتخاذ خطوات توّحد الكلمة اللبنانية، وهذا يعني ضرورة ملاقاة البطريرك في طروحاته السيادية، لان دعوته الى التزام الحياد لم تأت من عدم، بل من خوفه على زوال الوطن، آملة من رافضيّ الطرح ان يلتقوا حول إيجابياته، لان مصلحة لبنان هي في ابتعاده عن صراعات المحاور الاقليمية والدولية، والنأي بالنفس عن التدخل في شؤون الآخرين، معتبرة أن الطرح لاقى تفاعلاً حظي باهتمام داخلي متزايد، سيتفاقم قريباً مع إعلان البطريرك بشارة الرعي نيته الدعوة الى حوار وطني جامع، لا يستثني أحداً من الافرقاء السياسيين، لانه يريد الاستماع  الى آراء الجميع. ولفتت الى ان معظم الافرقاء تواقين الى تحقيق هذا الطرح على ارض الواقع السياسي، بهدف خروج الوطن من ازماته التي لا تعّد ولا تحصى، والتي تهدّد مستقبله على نحو كبير وخطر لا يعلمه إلا الله، لذا فالاستعانة بهذا الحوار لا تضّر ابداً، بل تجمع الشمل علّنا نخرج بموقف موّحد يحتاج اليه لبنان كثيراً، في هذه الظروف الدقيقة والخطرة والتي لم يعرف الوطن مثيلاً لها.

 

وعن إمكان عدم تلبية البعض لهذه الدعوة خصوصاً مَن هاجم الراعي واتهمه بالخيانة، قالت المصادر المذكورة: «هدفنا تأمين اكبر حضور ممكن والمناقشة بهدوء، والاستماع الى الجميع بهدف الوصول الى موقف ايجابي ومقبول من الكل، وإن كانت الأمور لا تبدو سهلة لان المهمة صعبة، وهذا يتطلب اتصالات مكثفة ستقوم بها دوائر البطريركية المارونية قريباً، فضلاً عن جهود اطراف سياسية مسيحية  لإقناع المعارضين بالحضور، مع الاشارة الى ان اطرافاً اسلامية مؤيدة لطرح الحياد اعلنت موافقتها لتلبية الدعوة، وهنالك زيارات مرتقبة لقيادات إسلامية سياسية وروحية الى الديمان أو بكركي، ستساعد على إبقاء التواصل مفتوحاً مع كل الافرقاء السياسيين.

 

وحول تلقيّ الراعي دعماً خارجياً، اشارت المصادر عينها الى انه تلقى دعماً فرنسياً كبيراً خلال اللقاء الذي جمعه قبل ايام بوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، كما هنالك تأييد من الفاتيكان ودول اوروبية ، فضلاً عن دعم عربي وغربي لمسه عبر لقاءات مع سفراء عرب واجانب، أبلغوا البطريرك تأييد بلادهم لطرح الحياد او عبر اتصالات مؤيدة تلقاها الراعي ضمن هذا الاطار، وهذا يعني بوادر حلحلة للازمات الاقتصادية والمالية التي ترخي بثقلها على الوضع الداخلي اللبناني، وإمكان تقديم مساعدات من الدول العربية والغربية، مما يعني ان الكلمة اللبنانية تحتاج الى التوحيد بقوة في هذه المرحلة، لان البطريرك يرى أن الحل هو بأيدي اللبنانيين، عبر طيّ صفحات الماضي الاليم، والاتفاق والابتعاد نهائياً عن التناحرات والانقسامات، التي لا توصل الى اي مكان سوى الخراب.

 

وعن العلاقة مع حزب الله اليوم، لفتت المصادر المذكورة الى اننا منفتحون على الجميع ، وطرح  الراعي لا يستهدف حزب الله ، وهنالك لجنة مشتركة مع الحزب قد تجتمع في اي يوم، لكن لغاية الان لا يوجد اي موعد محدّد لاجتماعها، ونأمل تقارب وجهات النظر مع الجميع من دون اي استثناء، وملاقاتنا لما فيه خير هذا الوطن الذي يتخبّط بالمشاكل والازمات المستعصية، لذا آن الآوان لوضع حدّ لكل هذا بأسرع وقت ممكن.