Site icon IMLebanon

علاقة حزب الله بــبــكــركــــي بأسوأ احوالها :مواقــــف الــراعـــي المتتالية تــهدد بـــنــســف آخر جسور الــتواصــــل

 

لا يكاد حزب الله يتخطى موقفاً للبطريرك الماروني بشارة الراعي حتى يأتيه موقف بنبرة أعلى ليفاقم الاحوال بين بكركي وحارة حريك، والتي وصلت الى درجة من التردي غير مسبوقة منذ استلام الراعي سدة البطريركية.

 

وبدأت العلاقة بين الطرفين تتردى على خلفية دعوة الراعي للحياد، وهو عنوان اعتبره حزب الله انه موجه ضده ويستهدفه بشكل اساسي رغم قيام البطريركية بنفي ذلك مراراً وتكراراً.

 

وبات عمل اللجنة المشتركة التي تضم ممثلين عن بكركي والحزب وتتولى الخوض بنقاشات شتى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين منذ تسعينيات القرن الماضي مهدداً. علما انها كانت قد فعّلت نشاطها بعد تولي الراعي سدة البطريركية باعتبار ان علاقة بكركي وحزب الله ساءت جدا في عهد البطريرك الراحل نصر الله صفير نظراً لمواقفه السلبية الصريحة من الحزب وسلاحه والنظام السوري.

 

ويشير المسار الحالي للامور اننا بصدد استعادة تجربة صفير مع الحزب في ظل المواقف المستجدة للراعي الذي صوب مؤخراً بشكل مباشر على سلاح حزب الله حين دعا السلطات اللبنانية إلى »دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية». وقد آثر الحزب رغم مرور شهرين على هذه التصاريح عدم التعليق عليها بشكل مباشر لتفادي صدام مباشر بين الطرفين ومن خلاله صداماً مسيحياً – شيعياً، وان كانت قيادة «التيار الوطني الحر» تصر على اظهار تمايزها عن الراعي مقابل تناغم معلن وصريح بين البطريركية و«القوات» و«الكتائب».

 

وتقول مصادر «الثنائي الشيعي» : «بعدما اعتقدنا ان الامور توقفت هنا واننا دخلنا في نوع من الهدنة، عاد البطريرك وخرج علينا في عظته الاخيرة متوجها بشكل مباشر لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري داعيا اياه لعدم وضع المسيحيين وراء ظهره محذرا ًبالوقت عينه من «الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة». وكأنه يقول للحريري لا تسر بالتفاهم الذي حصل على منح الطائفة الشيعية وزارة المالية. فرغم انتقاده اكثر من مرة تمسكنا فيها علنا ً اكثر من مرة خلال تكليف مصطفى اديب، الا ان تجديد موقفه في هذه المرحلة بالذات اي في الوقت الذي تسيطر الايجابية على مفاوضات التأليف، فذلك يطرح اكثر من علامة استفهام».

 

وتؤكد المصادر انه «رغم كل هذه التراكمات فان اي خطوط تواصل تبقى مقطوعة بين الطرفين، فهل يصح اصلا فتحها في ظل الاحتقان الكبير الحاصل؟» لافتة ان «الاستياء من الراعي لا يقتصر على حزب الله او «الثنائي» انما يطال القسم الاكبر من الشارع الشيعي الذي يجهل حتى اللحظة اصرار البطريرك على التصويب المباشر باتجاهه وكأنه يدعو لثنائية مسيحية-سنية تحكم البلد».

 

بالمقابل، تستغرب مصادر مطلعة على موقف بكركي اعتبار البعض ان تصريحات الراعي تستهدف طرفاً او طائفة معينة، لافتة الى انه «لم يقل شيئاً جديدا ًوخارج عن المألوف انما هو يردد مواقف بكركي التاريخية الوطنية، فهل الدعوة لحياد لبنان لتأمين الامن والاستقرار والطمأنينة للبنانيين موجه ضد حزب الله او ضد طائفة معينة؟ هل تشديده على وجوب عدم حصر وزارات معينة بطوائف محددة واعتماد مبدأ المداورة على ان يلتزم به الجميع تحقيقاً للعدالة، يستأهل هجوما على البطريركية؟»

 

وليست المرة الاولى التي تشهد علاقة الطرفين نوعاً من الاهتزاز، اذ ساءت هذه العلاقة في العام 2014 مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. ونبه حزب الله بوقتها الراعي شخصيا ًمن مخاطر وتداعيات الزيارة والتي كانت بحينها الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى القدس منذ إنشاء «دولة إسرائيل» عام 1948.