IMLebanon

الهرولة إلى الهاوية  

 

لافتاً كان موقف غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد، أمس، إذ اتّهم مُعرقلي تشكيل الحكومة بأنهم يعملون على إسقاط «لبنان الكبير»، في الذكرى الأولى لمئوية إعلانه كبيراً. وفي تقديرنا أنّ غبطته رفع سقف حملته إلى تهمة تبلغ حدّ الخيانة العظمى.

 

ليس جديداً القول إنّ بكركي كانت في طليعة الأطراف التي وضعت مشروعاً متكاملاً للإحتفال بهذه المئوية الذي كان مقرّراً في شهر أيلول الماضي. إلا أنّ الفراغ في السلطة التنفيذية، كون الحكومة مُستقيلة تُصرّف الأعمال، وأيضاً الوضع الناجم عن سرعة وسعة إنتشار فيروس Covid-19 قد دفعا إلى تأجيل الإحتفال. ولم يكن يخطر في ظنّ أحد، يومذاك، أنّ التأليف سيدخل في الـ»كوما»، علماً أنّ المبادرة الفرنسية كانت في عزّ زخمها، كما كان ترشّح الرئيس سعد الحريري «طبيعياً» لرئاسة الحكومة، فسرى إنطباعٌ أنّ تشكيل الحكومة قيد الإنجاز خلال أسابيع قليلة، كي لا نقول أيّام قليلة. ولكنّ حساب حقل التكليف لم يُطابق حساب بيدر التأليف.

 

نحن اليوم هنا. إننا أمام جدارٍ موصَد، بالغ الخطورة، تزداد خطورته ضراوةً مع الظروف الإقليمية والدولية التي تضغط على لبنان لحدّ الإختناق. فليس فقط أنّ الجميع، عرباً ودوليين، نفضوا اليد من لبنان، بل إنهم فرضوا شروطاً على التأليف. فلم يمضِ وقت طويل على إعلان دول عربية مهمّة إعتراضها على أي حكومة تضمّ حزب الله. أما الموقف الأميركي فغايةٌ في الوضوح. إلى ذلك، على الصعيد الداخلي، الشراهة مفتوحةُ الأشداق على المحاصصة.

 

في هذا الوقت، يرتفع مؤشر الفقر والجوع والبطالة وإفلاس المؤسسات ونضوب الدولار حتى آخر سنت، ولبنان يمضي إلى قعر الهاوية بخطوات مُتسارعة.

 

سترك يا رب!