IMLebanon

بكركي تعتبر الرعاية الدولية مخرجاً من «جهنم» الحياتية للبنانيين

 

حزب الله: هناك من يسعى لقلب المعادلات الداخلية

لمصلحة من اشعال الاشتباك بين بكركي وحارة حريك في مرحلة سياسية حرجة؟

 

عادت نغمة التدويل مؤخرا الى الساحة السياسية بفعل الأحداث والتطورات، فبعد اللغط الذي حدث بين بكركي وحارة حريك الأسبوع الماضي حول ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت وتنحية القاضي فادي صوان وتعيين المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الذي أعاد خلط الأوراق الداخلية وشكل دافعاً جديداً لأخذ التحقيق في اتجاهات أخرى بعد ان طالب أهل الضحايا بتدويل التحقيق، وحيث ينتظر ان يكون هذا الأسبوع «متفجرا» في موضوع اعادة ضخ الدم في شريان طرح التدويل مع انعقاد لقاء سياسي وشعبي لدعم مواقف بكركي وتوجهها في هذا السياق.

 

وما يعطي هذا الموضوع أبعادا خطرة كون التدويل هو مشروع انقسام لبناني كبير بين فريقين كبيرين، بكركي وفريق مسيحي (لا يضم العهد والتيار الوطني الحر) الذي يرى ان تدويل الأزمة هو خشبة الخلاص الوحيدة للوضع الحالي، بينما فريق 8 اذار المتوجس منه يرى انه يهدد الاستقرار والوحدة الداخلية بطلب الاحتلال والتدخل الخارجي في شؤون لبنانية، وقد أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صراحة رفضه للفكرة بوصفه التدويل بانه غطاء لاحتلال البلاد ودعوة للحرب والخراب، وقد أثار موقف نصرالله في حينه ردود فعل في الاوساط السياسية التي اعتبرته ردا مباشراً ومعلناً على كلام بكركي، حيث يطالب البطريرك بشارة الراعي بالحياد عن المحاور ودعا قبل فترة للتوجه الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل حماية لبنان وخلاصه من الوضع الراهن.

 

ومع ذلك لا يزال كلام بكركي والأمين العام لحزب الله محور متابعة في الداخل، اذ يعتبر البعض ان التدويل مشروع فتنة داخلية لاستجلاب التدخل الخارجي لاستقواء فريق على الثاني في شؤون لبنانية على اعتبار ان المستهدف الأساسي هو حزب الله، حيث من وحهة نظر الرافضين للتدويل، ان التعثر في تأليف الحكومة والخلافات الداخلية لا يستلزم اللجوء الى الخارج، لان الاستعانة بالدول تحصل في الحروب والنزاعات الكبيرة وليس كما هو حاصل اليوم.

 

بالمقابل تعتبر مصادر مسيحية ان مواقف حزب الله تأتي في اطار «التحذير الناعم» من عدم الدخول في متاهات التدويل، لأنه يعتبر ان هناك من يعمل لقلب المعادلات الداخلية ضده تحت هذا العنوان، فيما الوضع ليس كما يتم تصويره، فالطرح يهدف الى الخروج من الانهيار الشامل الذي يضرب البلاد ولا يستهدف فريقا معينا، فالتدويل صار حاجة ملحة كنتيجة طبيعية للحالتين الاقتصادية والاجتماعية والتأزم السياسي الحاد وانسداد الأفق امام تأليف الحكومة وبعد فشل المبادرات الخارجية والداخلية.

 

التدويل كما تقول المصادر لا يجب ان يدخل بازار السياسة ومن اجل تخوين فريق معين بالقول ان التدويل هو للقضاء عليه، فطلب رعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي صار ضرورياً بعد ان وصلت البلاد الى مستويات جهنم من الانهيار، وحيث تعتبر بكركي ان المسيحيين أكثر من تشظوا بالأحداث منذ انفجار بيروت كما تراجع دورهم وحضورهم ودفع بهم لطلب الهجرة وترك البلاد، وبكركي اذ طالبت بالمساعدة الدولية، فلأن لبنان عضو في الأمم المتحدة ولن تتراجع بكركي عن محاولة تصويب مسار السفينة وهي تغرق وتصر على مواجهة مشروع زج لبنان في صراع المحاور ليس أكثر.

 

بالنسبة الى كثيرين، فإن ملف التدويل جرى استـغلاله لتشويه الحقائق وافتعال اشتباك بين حارة حريك وصرح بكركي، وافساد العلاقة القائمة بينهما اعلامياً والقائمة اساسا على ربط النزاع في ملفات محددة، وفي اطار صب الزيت الحامي على علاقة تسودها مؤخراً تباينات واختلاف في وجهات النظر حيال الملفات الداخلية، خصوصا ان العلاقة حافظت على مستويات مقبولة من اللياقة السياسية والأدبيات في أحلك الـظروف وقد وجهت انتقادات عديدة الى بكركي في مراحل معينة حول هذا التقارب، ومن هنا، يرى كثيرون ان من حق بكركي ان ترفع الصوت حيال ما تراه مناسبا لمصلحة البلاد، وبالمقابل من الطبيعي ان يكون للأمين العام لحزب الله الذي يعتبر ان هناك حملة دولية لتطويقه رأي سياسي في موضوع يرى انه حصل استغلال سياسي فيه لغير مصلحته تارة باتهام حزب الله بأنه يقوم بالتهويل والتهديد وتارة اخرى بأنه يتباهى بفائض القوة.