IMLebanon

بكركي تحتضن اتفاق الطائف  

 

 

مئوية العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية كانت البارحة موضع ترحيب وتبريك في الصرح البطريركي…

 

هذا الاحتفال جمع كل اللبنانيين من كل الطوائف حيث حضره معظم القيادات السياسية والدينية من كل الطوائف ولم تغب عن الاحتفال أية طائفة، كذلك حضره عدد كبير من رؤساء الجمهورية السابقين، وكان لافتاً غياب رئيس الجمهورية ميشال عون ولم يُعْلَم إذا كان مدعواً أم أنّ ظروفه الصحية منعته من الحضور. على كل حال، لا بد من التوقف عند كلمة غبطة البطريرك بشارة الراعي:

 

أولاً: أتوقف عند قول الملك عبدالعزيز آل سعود في 12 نيسان 1953 «سأدافع عن استقلال لبنان كما أدافع عن استقلال المملكة».

 

ثانياً: لقد أثبتت العقود أنّ المملكة فهمت معنى وجود لبنان وقيمته في قلب العالم العربي.

 

ثالثاً: لم تَعْتَدِ السعودية يوماً على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله ولم تستبح حدوده ولم تورّطه في حروب ولم تعطّل ديموقراطيته.

 

رابعاً: البطريركية والمملكة

 

– العلاقة تتخطى الاعتبارات. فالسعودية نُحِبّها كما هي، ولا ننظر إليها من خلال خياراتها السياسية والعلاقات هي استشراف دائم للآتي من الأزمنة. كما ان المملكة تحمل تراث دين وشعب.

 

أما السفير البخاري فقد ركز على الأمور التالية إذ قال:

 

أولاً- من صرح المحبّة نطلق نداء السماء للأرض، ونجدّد العهد والوعد على دور المملكة في نشر ثقافة السلام ومدّ جسور الوسطية والاعتدال وتعزيز سبل التعايش وحفظ كرامة الانسان.

 

ثانياً- نأمل من الأفرقاء السياسيين أن يغلّبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي تواجه بلدهم.

 

ثالثاً- البعض يحاولون العبث بالعلاقة بين لبنان والمملكة وإدخال لبنان في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني التي تنص على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه عربي الهوية والإنتماء.

 

رابعاً- ذكّر السفير بكلام العلاّمة محمد مهدي شمس الدين حينما قال: «في منطقتنا العربية الاسلامية لا توجد أقليات مسلمة ولا توجد أقليات مسيحية، بل توجد أكثريتان كبيرتان: إحداهما الأكثرية العربية التي تضم مسلمين وغير مسلمين، والأخرى أكثرية مسلمة تضم عرباً وغير عرب».

 

وأعلن عن تجديد المملكة اليوم لمبدأ الشراكة والاخوّة تحت مظلة عربية جامعة عمادها الحوار.

 

خامساً: إذا كانت المملكة افتتحت أوّل قنصليّة لها في لبنان عام 1930 فالشعبان افتتحا الصداقة قبل مائة عام.

 

سادساً- لقد أخلص اللبنانيون العاملون في المملكة للبلد المضيف وبادلوه الوفاء.

 

سابعاً- لقد قام اللبنانيون بالعمل لا بالسياسة بهدف الدخل لا التدخل.

 

ثامناً- مع السعودية بدت العروبة انفتاحاً واعتدالاً واحترام خصوصيات كل بلد من البلدين.

 

أخيراً، إن دلّ هذا الاحتفال على شيء فإنّه يدل على أنّ مملكة السلام والمحبة التي فتحت أبوابها وقلوب شعبها للشعب اللبناني حيث يعمل 500 ألف مواطن لبناني مع عائلاتهم، والأهم انهم يحوّلون سنوياً 4 مليارات دولار الى أهلهم، هي بلدٌ محبٌ ومضياف.

 

بالمقابل فإنّ دولة الفرس لا تحتضن إلاّ عشرة أو عشرين مواطناً لبنانياً، وتسخّر الأسواق اللبنانية لتجارتها وبخاصة السجاد الايراني، والفستق الحلبي و«الكفيار» والأهم الصواريخ التي يرسلونها لنا كي لا يبقى لبنان دولة حياد كما كان منذ تأسيسه.. وهذه الأزمة التي قضت على مستقبل اللبنانيين وأدّت الى الانهيار المالي وهجرة أكثر من مليون مسيحي مع مليون آخر من بقية اللبنانيين الى الخارج بسبب وضع لبنان السياسي بعد أن أصبح لبنان دولة غير حيادية تتدخل في سوريا لدعم نظام الأسد فاستشهد الآلاف من «الحزب العظيم» من أجل كرسي الأسد والأسوأ التدخل في اليمن الى جانب الحوثيين وذلك كله لأنّ لبنان أصبح بفضل إيران و«الحزب العظيم» منصة للحوثيين وصارت الضاحية الجنوبية لبيروت عاصمة الإعلام اليمني الحوثي، وملاذاً للتدريب على السلاح وتصديره الى اليمن..  وإن نسينا فعلينا أن لا ننسى ما يتحفنا به السيد في خطاباته: «الموت لآل سعود»، «الموت لأميركا والموت لإسرائيل» ومنذ العام 2006 لم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل… فيا سبحان الله.