IMLebanon

بكركي خط أحمر !

 

 

وقعت الدولة من خلال أجهزتها الأمنية مرة أخرى في الخطأ المميت.

 

نعم إن السلطة الحاكمة اللاحاكمة وقعت عن قصد أو عن غير قصد في فخ الفرعنة القاتلة.

 

أحداث عديدة متتالية حصلت خلال هذا الأسبوع ذات دلالة واضحة بأن الانهيار حصل وأن انحلال المؤسسات بات واقعا.

 

للأسف نحن نعيش في العدم الجهنمي حيث لا ضوابط للخطأ ولا سقف للفوضى ولا حدود للغباء السياسي. إذ إن عدم احترام مقاماتنا المدنية والدينية بات سهلا فتسمع فلانا يشتم رئيسا وعلان يهين شيخا وعلتان يخون مطرانا وآخر وآخر وآخر… يسب الوطن والله عز وجل!

 

هنا أتطرق الى ما تعرض له سيادة المطران موسى الحاج لأقول إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا وليس له اي مبرر إن كان عن قصد أو عن غير قصد، لكن رائحة الرسائل المبطنة الموجهة إلى بكركي تفوح منها رائحة نتنة ويظهر عليها جليا خبثها البشع.

 

لقد نسيتم يا خفافيش الليل أن هذا الشخص هو ابن رهبة عريقة بمواطنيتها وانفتاحها على الجميع، لقد غفلتم يا طغاة الزمن المر عن مرجعية هذا المطران الإنساني. هو ابن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق، بطريركية أخذت المجد عنوانا لها.

 

حذارِ من اللعب بالنار، ليس لأن هذا الشخص هو رجل دين مسيحي بل لأنه من حماة وقف الله على الأرض. لقد اهنتم شريحة واسعة من المؤمنين في لبنان والشرق وكل العالم.

 

هل  أعمى غباء السلطة بصرها وبصيرتها؟

 

في الحقيقة لا يجوز المرور على هذا الموضوع مرور الكرام، اذا لم يعد من المقبول أن تكون من الكرام وانت معرض كل يوم للإهانة والتخوين وفحص الهوية !!!

 

نعم إن هذا المطران بمن يمثل هو خط أحمر فكل من يدور في فلك بكركي خط أحمر وكل مواقف بكركي خط أحمر وكل طروحاتها واقوالها وافعالها خط أحمر وبالخط العريض ايضا.

 

لماذا بكركي هي خط احمر؟

 

اسمحوا لي أن اجاوب نفسي.

 

لأن بكركي لم تتخط الخطوط الحمرعلى حساب الوطن وأهله.

 

لأن بكركي كانت وما زالت وستبقى رمز الوطنية الصافية الخارجة من نقاوة المسيح .

 

لأن بكركي هي جامعة لكل العائلات الروحية المشرقية والمغربية وما بينهما.

 

لأن بكركي هي من اساس هذا الوطن ومن حماته وصون حدوده.

 

لأن بكركي هي صرح لتعليم المواطنة الحقيقية وحب الوطن.

 

لأن بكركي هي جامعة بأغلبية الأطياف السياسية وحامية لكل سيادي يهمه وطنه أولا.

 

لأن لبكركي أدوارا تاريخية مشرفة من البطريرك بطرس البستاني ابان الحكم التركي والبطريرك الحويك في ظل الانتداب الفرنسي مرورا بالبطريرك صفير مع الوصاية السورية وصولا الى البطريرك بشارة الراعي الداعي لحماية لبنان واهله في تحييده عن المحاور المتنازعة.

 

ولأن للصرح البطريركي صولات وجولات في صون الوطن وحمايته وسيادته كان له تاريخٌ عريـق في مواجهة الوصايات والاحتلالات، ولا سيّما زمـن الطغيان العثماني، ومنذ أنْ أراد الباب العالي أنْ يضـمَّ لبنان إلى ولايات الدولة العثمانية وعيّـنَ عمر باشا حاكماً، وقـفَ البطريرك يوسف حبيش في وجهـهِ قائلاً: «نحن لا نتقـبَّل حُكمَ الأجنبي». وحين انتفض البطريرك يوحنا الحاج رافضاً طلب «الفرمان السلطاني» للاعتراف بـه بطريركاً فقال: «حقوقنا سابقة لوجود السلاطين ونحن أبناء البلاد ولا حاجة لنا لأنْ تعترفوا بـنا». وهكذا كان البطريرك الياس الحويك أبا الكيان، الذي سئل لماذا تريدون لبنان الكبير فقال: لأننا لا نريد لبنان ذا وجـهٍ واحد بل نريده أنموذجاً للتنوع الفريد في العالم. كذلك البطريرك أنطوان عريضه كان راعيا لاستقلال الوطن. ومثلما أن البطريرك الحويك رهَـنَ أملاك الكنيسة لإطعام الجياع في الحرب العالمية الأولى بما في ذلك الكؤوس القربانية، هكذا رهـن البطريرك عريضه الصليب الذي على صدره ليطعم جياع الحكم التركي، حين كان رئيساً لأساقفة طرابلس.

 

ولأن بكركي هي المرجعية المسيحية الأولى في هذا الشرق ومقر لمطارنة أنطاكية وسائر المشرق ولأنها «بتحكي صح» هي خط أحمر قاني لا لبس فيه على الإطلاق.

 

اذا مع كل هذا التاريخ الغني بالإنجازات والمقاومة لكل الاحتلالات والحفاظ على المؤسسات يأتي في آخر الزمن من يجرؤ على زت الإهانات وانتهاك الأعراض والكرامات وتخوين الشرفاء والأتقياء.

 

بربك يا أيها الجلاد المتفرعن!؟

 

ماذا كان يفعل المطران موسى الحاج في فلسطين المحتلة؟

 

أكان يتآمر على وطنه واهله؟ أم انه كان يزور رعيته ويفتقدها ويرعاها؟

 

أكان يحرض الخارج على أهل وطنه ؟ أم انه كان يجمع المساعدات لرعيته الجائعة؟

 

ستبقى بكركي حصرما في عيون الحاسدين وعلقما في افواه السفيهين وخطا احمر في وجه المفترين.