“الدوز” العالي والمتصاعد تدريجياً لمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من الجبهة الجنوبية ومعركة “طوفان الاقصى”، وإنخراط حزب الله في المعركة المساندة لغزة ومن الجنوب، تضعها اوساط كنسية لـ”الديار” في إطار المواقف الطبيعية والعادية للبطريرك، وهي مواقفه نفسها منذ انتخابه بطريركاً، عن الحياد وتجنيب لبنان سياسة المحاور وابقاء قرار السلم والحرب في عهدة الدولة.
وتؤكد الاوساط ان مواقف البطريرك ليست مرتبطة بالعلاقة مع حزب الله، ولا تُعبّر عن حُسن او سوء العلاقة، بل تُعبّر عن وجهة نظره ووجهة نظر الكنيسة المارونية من الملفات الراهنة وخصوصاً ملف السلم والحرب، وهذا امر حيوي واساسي للكنيسة، كما ان حماية اهل الجنوب وسلامتهم من الاعتداءات المعادية، اولوية في ذهن البطريرك والكنيسة وتتقدم على اي امر آخر.
وتكشف الاوساط ان العلاقة ليست مقطوعة مع حزب الله، وجرى تواصل اخيراً بين المستشار الاعلامي للبطريرك وليد غياض مع مسؤول الملف المسيحي في حزب الله الحاج ابو سعيد الخنسا، وهناك اتفاق على خطوة مشتركة قريباً وربما بعد الاعياد. كما تكشف الاوساط عن اتصال معايدة متبادلة بالفصح وعيد الفطر بين الاب عبده ابو كسم والخنسا، وهو تواصل يجري بين الرجلين بين الفينة والاخرى. وكذلك جرت اتصالات هاتفية ومعايدات بين الخنسا وممثلي الطوائف الروحية المسيحية، وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية.
وعن وثيقة بكركي، تكشف الاوساط انها لا تزال قيد الدرس والنقاش، وقد تعثرت الامور اخيراً بسبب بعض الخلافات المسيحية، ولكنها تكتيكية وليست جوهرية، وهناك ايضاً عطلة الاعياد الفصح ومن بعدها عطلة عيد الفطر.
في المقابل، يؤكد مسؤول معني في حزب الله، ان الحزب لن يعلق على وثيقة بكركي فهو ليس في جوها رسمياً، ولم تصل اليه بشكل رسمي للتعليق عليها، واصلاً لم تُنجز ليطلع عليها ويدرسها ويقدم رده في حال عرضت عليه. ويشير الى ان العلاقة مع بكركي ليست مقطوعة، وهناك قرار في حزب الله بعدم التعليق على اي مواقف داخلية، ولا فتح سجالات مع احد. ويضيف: حزب الله منشغل كما محور المقاومة في المعركة ضد العدو والدفاع عن الجنوب ونصرة غزة، وهي امور اكثر الحاحاً حالياً. ويؤكد المسؤول ان الاعياد وعُطَلها من شأنها ان تصرف الانظار عن كثير من الامور والقضايا الداخلية، وبعد عطلة عيد الفطر لكل حادث حديث.
