Site icon IMLebanon

قطوع العظة” مرّ… ومساعي “الأصدقاء المشتركين” تجنّب القطيعة حزب الله يتلقّف بإيجابية كلام غياض: يُبنى عليه!

 

 

هل يمكن القول ان ما حصل اخيرا على خط بكركي – حارة حريك كان مجرد غيمة صيف ومرت؟ سؤال مشروع بعد التصريحات التي اطلقها بالساعات الماضية المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، في رسالة واضحة الاهداف مفادها: “بكركي لا ترغب بالقطيعة مع حزب الله، وهي تريد معالجة المسألة عبر القنوات المناسبة”!

 

وبالفعل هذا ما حصل، فبعد الازمة التي سادت على خلفية عظة البطريرك الراعي الاسبوع الفائت، والتي قرأها حزب الله على انها موجهة ضده، رافضا توصيفه بالارهاب، ما حتّم مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى لقاء بكركي الشهير، الذي انعقد في حضور الرجل الثاني في الفاتيكان، امير سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين. هذه المقاطعة طرحت اكثر من علامة استفهام حول اذا كانت ستتحول لقطيعة بين بكركي والطائفة الشيعية، قبل ان يدخل على الخط اصدقاء مشتركون بين الطرفين، وفي مقدمهم النائب الكسرواني، حارس بكركي، فريد الخازن، الذي حط في الصرح البطريركي حاملا رسالة انزعاج من حزب الله، بسبب العظة التي قال فيها الراعي ما حرفيته: “ان رئيس الجمهورية المنشود هو الذي “يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد”.

 

حمل الخازن المعروف عنه علاقته المتينة مع بكركي كما الجيدة مع الحزب، الرسالة واودعها الصرح البطريركي، علما انها ليست المرة الاولى التي يدخل فيها الخازن على خط ترطيب الاجواء، وعدم ترك الامور تتدهور نحو الأسوأ، وقد تلقفت بكركي بالمقابل الموضوع. فبعدما كان الراعي قد اكد حرصه على عدم حصول القطيعة عبر ارساله الاب عبدو ابو كسم موفدا عنه، لحضور مناسبة ثقافية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، حيث تقصّد ابو كسم التصريح واعلانه ان الراعي ثابت على موقفه وشعاره “شركة ومحبة”، وان وجوده هو تعبير عن ذلك بعدم حصول مقاطعة بل “شراكة”، نجحت الاتصالات والجهود التي بذلت بالايام السابقة في فتح ثغرة جديدة في جدار ازمة، كادت ان تتحول من مقاطعة الى قطيعة عبّرعنها الكلام الصادر عن غياض، والذي تلقفه حزب الله بكل ايجابية، بحسب المعلومات.

 

فاعلان غياض بان لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالارهابي، وان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب، التي نقدر كل تضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة”، موجها التحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب. ومتابعته الكلام بالقول: لو كان البطريرك الراعي يعتبر حزب الله ارهابيا لأوقف التواصل معه، لأنه لا يحاور ارهابيين”، مشيرا الى ان “سفراء طلبوا من البطريرك الراعي وصف حزب الله بالارهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني”.

 

هذا الكلام اعتبرته مصادر مطلعة على جو حزب الله بالايجابي، والذي يبنى عليه . وبحسب المعلومات، فحزب الله قرأ في كلام غياض خطوة تراجعية عما قيل في العظة، التي ادت الى مقاطعة لقاء بكركي، والتي تؤسس لحل المشكلة التي نشأت بين بكركي وحزب الله. علما ان اوساطا مطلعة على جو الطرفين تجزم بان التواصل لم ينقطع بشكل نهائي بين بكركي وحارة حريك، وتكشف ان تواصلا حصل بالساعات الاخيرة عبر رسائل هاتفية بين وليد غياض والحاج محمد سعيد الخنسا، المتابعين لملف العلاقة بين بكركي وحزب الله.

 

وعما اذا كانت تصريحات غياض ستؤسس لعودة اللقاءات على خط بكركي وحزب الله، ولو عبر اللجنة الشهيرة، قال مصدر موثوق به مطلع على جو حزب الله: لا شك ان ما حصل بالساعات الماضية كسر حدّة الازمة التي كادت ان تنشأ، لان التوضيح كان مطلوبا، لاسيما ان الحزب لم يقم باية ردة فعل سابقا على عظات بكركي، التي كانت توجه له رسائل عدة، لانه يحرص على الابقاء على هذه العلاقة ومحاولة تطويرها للافضل، لكن التعبير الذي استخدم في عظة الاحد السابقة، كان توصيفا قاسيا لا يمكن القبول به، لا سيما ان الجملة التي اتى بسياقها هذا التعبير واضحة ولا تحتمل التفسير او التأويل، لكن التوضيح الذي صدر على لسان المسؤول الاعلامي في بكركي رطّب الاجواء، وقرئ بايجابية يبنى عليها، لكن يجب ان نترك الامور تبرد اولا، وبعدها يعود البحث بموضوع اللقاءات.