IMLebanon

مُبادرة بـكــركي تعثرت بالتعـنــت السياسي.. مساعي الصرح لـن تــتوقّف

 

يسجل سياسيون مسيحيون ان بكركي كانت الأولى في التحذير من الانهيارالحاصل اليوم فالبطريرك الماروني بشاره الراعي استبق الجميع وأطلق جرس الإنذار باكرا للاصلاح السياسي ومعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية خصوصا انه كان يحتفظ بمعطيات مسبقة عن حصول الكارثة من خلال اتصالاته وعلاقاته بدول القرار استنادا الى موقع بكركي وما تمثله لدى المسيحيين.

 

حال بكركي لا يختلف عن سائر اللبنانيين الذين يراقبون النزول صوب جهنم الذي قطع الشوط الأول، وما يقوله سيد الصرح في مجالسه الضيقة والخاصة لا يختلف كثيرا عما يقوله في العظات عن ضرورة تشكيل حكومة وان يحتكم المسؤولون الى ضمائرهم وأخلاقهم بعد ان كان يتحدث في وقت سابق عن حياد لبنان وضرورة النأي به عن المحاور الإقليمية والدعوة الى محاسبة الفاسدين واطلاق المسارات الاصلاحية وهي معزوفة عكف الراعي على تردادها منذ انتفاضة 17 تشرين الأول ولا يزال متمسكا بها حيث زادت حدتها بعد انفجار مرفأ بيروت وتدمير منطقة مسيحية عريقة لها رمزيتها وتاريخها بالنسبة الى المسيحيين لكن من دون أن يسأل او يتأثر أحدا من السياسيين.

 

صحيح ان البطريرك يقلل من لقاءاته السياسية بسبب كورونا لكنه يضطر أحيانا لإلغاء حجره واستقبال سياسيين او الانتقال الى مكان ما محاولا الدخول على خط التأليف حيث أطلق أكثر من مبادرة انقاذية من أجل تأليف الحكومة اصطدمت جميعها بتعنت الإفرقاء مما أدى الى إحراج وتسبب باستياء كبير لدى سيد الصرح، ومع ذلك تؤكد مصادر مسيحية ان لا شيىء يثني بكركي عن الاستمرار في المساعي لتحقيق اختراق او حدوث معجزة واستفاقة ضمير لدى السياسيين، كما يستمر سيد الصرح بالتواصل مع الفاتيكان لوضعه في صورة الوضع اللبناني عامة والمسيحي خصوصا من خلال تقارير عن الوضع الاجتماعي لوضع قداسة الحبر الأعظم في صورة الهواجس المسيحية والواقع اللبناني السوداوي المنزلق الى الحضيض حيث تصل الى الفاتيكان تقارير مفصلة عن الوضع المأزوم والانهيار تتضمن شرحا عن حال اللبنانيين ومستقبل الشباب الذين ينتظرون انتهاء جائحة كورونا للهجرة الى الخارج بهدف التعلم والعمل ونتيجة تداعيات انفجار المرفأ الذي اصاب بيروت بالنكبة،

 

لدى الصرح هواجس مختلفة كما تقول مصادر مسيحية، منها مخاوف تهدد الكيان كنتيجة حتمية لانزلاق البلاد نحو الهاوية، ومخاوف من استضعاف المسيحيين وفي هذا الاطار تفسر المصادر وقوف بكركي في أكثر من محطة ضد استهداف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزف عون والعمداء السابقين الذين تداوروا في قيادة الجيش ويرفض الراعي تجاوز الخطوط الحمراء في التعاطي مع مرجعيات الطائفة والشخصيات المارونية في مواقع القرار وقد نبه الرئيس المكلف سعد الحريري في وقت سابق لعدم استضعاف المسيحيين في موضوع التأليف.

 

يؤكد المطلعون على موقف بكركي ان سيد الصرح لديه ملاحظات كثيرة نقلها الى بعبدا وهولا يتوافق مع الرئاسة الأولى في العديد من الملفات لكنه يرفض الإساءة او المس بموقع بعبدا كما ترفض مصادر مسيحية تصنيف مواقف الراعي في خانة العداء لطرف محدد، فمقام بعبدا محفوظ وعندما ينتقد الراعي الرئاسة الأولى لا يقصد تهشيم الرئيس ميشال عون، فالراعي تصدر مشهد المدافعين عن الرئاسة ويرفض تحميلها وحدها تبعات الانهيار، بالنسبة الى بكركي فان التفاهمات التي نسجها العهد لم تؤمن الحماية السياسية اللازمة له كما ان علاقة رئيس الجمهورية سيئة مع كل الأطراف فالقيادات السنية متكتلة ضد بعبدا اليوم فيما العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي في أسوأ ظروفها.

 

ما يحصل اليوم ليس بعيدا عن محاولات جارية لإضعاف المسيحيين في الحكم وتتخوف بكركي من أن تأتي التسويات الكبرى على حساب وجودهم وبقائهم في لبنان وهو يمتلك معلومات عن تضاءل أرقام المسيحيين وتزايد التأشيرات لهجرتهم وهواجس تغيير وجه لبنان بسبب الاختلال الديموغرافي إذا ما تقلص عدد المسيحيين وزاد عداد النازحين السوريين.