IMLebanon

بكركي تتخوّف من الفوضى الأمنيّة… وتحرك فرنسي باتجاه النواب 

 

 

إستوقف الموقف الأخير للمطارنة الموارنة من الشغور الرئاسي، الذين حمّلوا النواب كافةً مسؤولية الوصول إلى الأمر الواقع السياسي لجهة عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية، نائباً مخضرماً عاصر فترة الشغور التي سبقت انتخاب رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، إذ رأى في المعادلة الداخلية الحالية، ما يشبه القرار الضمني من قبل غالبية القوى الفاعلة، بالتريث في حسم الخيارات الرئاسية، حتى التوصل إلى نتيجة إيجابية بفعل المبادرات الجارية المعلنة وغير المعلنة، والتي تقوم بها شخصيات بارزة ومن دون أي ضجيج. وعليه وجد النائب المخضرم، أن المرحلة الحالية من الشغور تختلف بشكلٍ كلي عن أي فترات شغور سابقة، لجهة الوضع المالي والإقتصادي بالدرجة الأولى.

 

وفي الوقت الفاصل عن إنجاز أيٍ من المبادرات ذات الطابع الديبلوماسي، والتي لا تزال مستمرة بعيداً عن الأضواء، ومقرها السفارة الفرنسية، كشف النائب نفسه عن السفيرة آن غريو، والتي قامت بجولة على قيادات عدة في الايام الماضية، انها ما زالت تواصل لقاءاتها في مقر السفارة في بيروت، حيث اجتمعت بالأمس وعلى مدى ساعات مع نواب كتلة “الإعتدال الوطني”، من أجل مناقشة الملف الرئاسي بكل ظروفه وتفاصيله، إلى جانب الخيارات الرئاسية المطروحة والتي ما زالت قيد التداول، في ضوء عدم اعتماد أيٍ من الكتل النيابية حتى الساعة، خياراً حاسماً باستثناء نواب المعارضة وبعض النواب المستقلّين و”التغييريين”، وصولاً إلى الكتل التي حافظت على خيار الورقة البيضاء في جلسات الإنتخاب الرئاسية السابقة.

 

وبناءً على هذه المعطيات، فإن الترقب سيبقى عنوان المرحلة المقبلة، والتي قد تطول وفق ما كشف النائب المخضرم، الذي أكد أن التصعيد السياسي مرشّح لأن يملأ الفراغ الرئاسي، ويؤثر بشكلٍ سلبي على كل المحاولات والمساعي المبذولة من أجل وضع حدّ للإنهيار الحاصل، والذي بات يهدد بالفوضى في أكثر من مجال. ولكن تلك المقدمات، تُضاف إليها دعوة بكركي إلى كل النواب من أجل الوقوف وقفة ضميرية حيال انتخاب رئيس الجمورية، قد وصلت إلى حدود دقّ ناقوس الخطر من الإنفجار المقبل، بحسب النائب نفسه، الذي لاحظ أن الحوادث الأمنية وفوضى السرقات والجرائم، وصولاً إلى حوادث الإنتحار بسبب الأزمة الإجتماعية والإقتصادية المتفاقمة، قد بدأت تثير قلق البطريركية المارونية، التي وإن كانت تحمّل النواب مسؤولية التأخير في إنجاز الإستحقاق الرئاسي، إلاّ أنها في الوقت نفسه تناشدهم العمل على وضع حدٍ فاصل لكل هذه الحوادث.

 

ولذلك، فإن الصورة اليوم وعلى سوادها، قد تزداد سوداويةً في حال استمر التدحرج نحو التصعيد والإنقسام السياسي، وقد تعكس الإتجاه الثابت نحو فراغ سياسي مديد وليس فقط فراغاً رئاسياً، وهو ما وصفه النائب المخضرم بالتطور الخطير، كون الإفلاس السياسي سيقطع كل الطرقات المؤدية إلى التسوية، ويجعل من كل القوى المعنية بالملف الرئاسي سواء في الداخل أو في الخارج، عاجزة عن إحداث أي تغيير أو حركة مهما كانت محدودة داخل هذا الفراغ، للحؤول دون الإنزلاق التدريجي نحو الفوضى.