IMLebanon

“حزب الله” يعوّل على اجتماع بكركي “بغض النظر عن النتائج”

 

هل تنعكس نتائج زيارة البابا فرنسيس الى العراق ولقائه المرجع السيد علي سيستاني انفراجاً على الساحة اللبنانية على اكثر من صعيد ولا سيما على تطور العلاقة بين بكركي و”حزب الله”، والتى شهدت فتوراً وبرودة جراء اتساع حجم الاختلاف في وجهات النظر الى القضايا المحلية والاقليمية بين الطرفين، والتي لم تصل الى حد القطيعة ولم ترتق الى حد اللقاء المنشود لتوضيح الامور ان لم يكن الى تسويتها.

 

بوادر الايجابية بدأت تتمظهر من خلال الاتصالات التي حصلت ولقاء اللجنة المشتركة التي ستعاود اجتماعاتها بعد انقطاع طويل، وقد يكون بيان “حزب الله” الذي اشاد باللقاء بين المرجعيتين الدينيتين واضحاً في الاشارة إلى “الدور الهام الذي تلعبه المرجعيات الروحية الدينية على امتداد العالم في مواجهة العدوان والاحتلال وفضح الارهاب، وتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي وحق الشعوب في المقاومة والدفاع المشروع ضد الاحتلال ودعم تطلعاتها الى الحرية والعدالة”. وليس مستبعداً أن يشكل هذا البيان نقاط جدول اعمال للبحث بين طرفي بكركي وحارة حريك وهو كلام ليس بعيداً عما تضمنه كلام سيد بكركي وخطابه الاخير.

 

من المفترض ان تعاود لجنة الحوار المشتركة بين بكركي و”حزب الله” اجتماعاتها اليوم، ومجرد عودتها الى الاجتماع بعد حفلة السجالات والتوترات التي سادت في الايام الماضية يعد مؤشراً ايجابياً بالنسبة الى الطرفين. سبق وان طلب “حزب الله” موعداً لاجتماع هذه اللجنة قبيل خطاب البطريرك الراعي وقد أتته الاجابة فتم تحديد الموعد بعد الخطاب مباشرة.

 

ولكن يأتي هذا الاجتماع في وقت لا تزال ندوب المقال الذي نشر على الموقع الالكتروني لقناة “العالم” والذي خوّن البطريرك الراعي قائمة، خصوصاً وأنّ بكركي نقلاً عن مصادر مطلعة على أجوائها تأخذ على “حزب الله” أنه لم يصدر بيان استنكار لمثل هذا الكلام، ولا اتصل السفير الايراني في لبنان معبّراً عن موقف بلاده، وهو الذي خالف الاصول الديبلوماسية بعدم تلبية دعوة وزير الخارجية لزيارته، بينما البيان الذي صدر عن الموقع كان غير موقع ولم تعرف الجهة التي اصدرته وهو ما اثار استياء بكركي التي فضل سيدها رغم ذلك الابقاء على موعد الاجتماع قائماً، رغم تمنيات البعض بتأجيله نظراً الى عدم صدور بيان إستنكار واضح من “حزب الله” بهذا الشأن. غير ان الاخير لا يعتبر نفسه معنياً لا بالتوضيح ولا بالاعتذار، لان البيان سبق وان نشر قبل ان يتم سحبه في قناة ايرانية وليس في قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” كي يطالب بموقف. ويسأل كيف أنّ البطريرك حين ذهب الى سوريا شنت عليه احدى القنوات هجوماً ولم يطلب احد من القيمين عليها الاعتذار آنذاك، فلماذا تعامل ايران بغير طريقة؟ ورغم ذلك، فالقناة الايرانية لا دخل لـ”حزب الله” بها، لا بل ان “حزب الله” سمع الشتائم الذي صدرت بحقه في ساحة بكركي ولم يعتذر منه احد، ورغم ذلك أصر على اجتماع اللجنة المشتركة التي اختارها البطريرك وفيها ممثلان عنه الى جانب عضوين من المكتب السياسي لـ”حزب الله”.

 

يعوّل “حزب الله” على اجتماع اللجنة بغض النظر عما سيصدر عنها، ولذا هو يثمّن عودتها للاجتماع ويعوّل على نتائج اجتماعاتها. وهنا ايضاً لا تلتقي نظرة بكركي مع نظرة “حزب الله”. فبكركي من وجهة نظر مصادرها القريبة هي لجنة تقنية قائمة منذ سنوات وبلا وزن سياسي، واجتماعها يتم عفوياً بلا اي تنسيق ولا برنامج عمل ويحصل ان تجتمع من دون علم البطريرك وبلا تنسيق معه، لان لا جدول اعمال معيناً لاجتماعها، المقصود من مثل هذا الكلام قول المصادر او تأكيدها ان عدم خروج اللجنة بأي موقف معين لا يعني ان الاتصالات بين بكركي و”حزب الله” قد فشلت، او ان الحوار الذي انطلق مؤخراً لم يعد قائماً.

 

وانطلاقاً من هذا الاعتبار تؤكد المصادر المقربة ان اجتماع اللجنة التقني اليوم هو بمثابة “رفع عتب”، وقد ارادت بكركي الالتزام بموعد اجتماعها منعاً لتحميل الامر اكثر مما يحتمل، ولذا لم تلتزم نصيحة البعض بالتأجيل. يرفض “حزب الله” التوقف عند اعتبارات كهذه، ما يعنيه ان لجنة الحوار المشتركة الرسمية بينه وبين بكركي ستعاود اجتماعاتها بعد السجال الذي حصل مؤخراً. يرفض الدخول بتوصيفات حول اللجنة التي تضم شخصيات سماها البطريرك الراعي واخرى من المجلس السياسي لـ”حزب الله”، وهي وان كانت انقطعت عن الاجتماع لاسباب مختلفة فقد عاودت اجتماعاتها وهذه خطوة تثمن بايجابية من قبله، ويبقى هذا المفهوم ساري المفعول الى ان يصدر عن البطريرك ما هو مخالف لهذا الواقع وحينها لكل حادث حديث.

 

بغض النظر عن التوصيفات فالايجابية تكمن في استئناف الحوار وبحث الملاحظات انطلاقاً من الاصرار على استمرار العلاقة وهو ما يؤكد عليه الجانبان.