وفد من قبل الراعي سيجول على المرجعيات لتوضيح طروحاته وأبعادها الحقيقية
بعد تكرار مناشدته المسؤولين في عظات الاحد، يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي الدعوات الى إنقاذ لبنان، طالباً من دول القرار والدولِ الصديقة الإسراعَ لنجدته قبل السقوط المدوّي. وعلى أثر فشل المسؤولين بالوصول الى حلول، رأت بكركي ضرورة ان تلعب دوراً مساعداً وفاعلاً، لتحقيق ذلك بالفعل لا القول، بحيث يكشف مصدر سياسي نقلاً عن ديبلوماسي غربي لـ»الديار» بأنّ خارطة الطريق التي دعا الراعي للسير بها، تحظى بدعم من الفاتيكان والمجتمعين الدولي والعربي، وهو بحث طروحاته تلك خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الى الفاتيكان، اذ أيده بذلك قداسة البابا فرنسيس وبحث طروحاته مع الدول الفاعلة، بعد إستشعاره القلق والخوف الكبيرعلى لبنان، كدولة مهدّدة بالسقوط والزوال جرّاء الانهيارات التي تتوالى عليها.
ونقل المصدر بأنّ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تأتي في طليعة تلك الدول، التي أيدت تحرّكه ودعوته الى حياد لبنان، والى عقد مؤتمر دولي من اجل حل ازماته، وذلك وفق ما اعلنه عدد من السفراء المعتمدين لدى لبنان، الذين اكدوا للبطريرك دعم بلادهم الكامل لمواقفه، بعد ان وصلت وساطته الى حائط مسدود بين بعبدا وبيت الوسط، لتقريب وجهات النظر من أجل تأليف الحكومة، والترّفع عن تقاسم الحصص الدسمة، ومعارك الصلاحيات المتبادلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بحيث لم يترك الراعي وسيلة إلا ولجأ اليها، لكن من دون ان يصل الى نتيجة، لذا إختار طرح الازمة وطلب المساعدة، عبر مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة ، فنال تأييد بعض الاحزاب المسيحية والقوى المحسوبة على فريق 14اذار، فيما تلقى رفض القوى الاخرى المنضوية تحت عباءة 8 آذار، تحت عناوين عديدة ابرزها «انّ التدويل يشكل خطراً وجودياً على لبنان، ويؤدي الى الحرب والفتن الطائفية»، وغيرها من العناوين التي ساهمت في إنقسام جديد في البلد كالعادة.
الى ذلك يشير مصدر سياسي مطلّع على العلاقة بين بكركي وحزب الله لـ»الديار» الى انّ الحوار وارد بين الطرفين في اي لحظة، لان الابواب لم تقفل بعد، وفي لبنان كل شيء وارد وبصورة فجائية، لان الوساطات تلعب دورها دائماً، خصوصاً انّ البطريرك الراعي والحزب لا يرفضان الحوار، وقد يحصل بطريقة غير مباشرة ربما عبر اللجنة المشتركة، لشرح اوضح لوجهات نظر الطرفين، من دون ان ينفي حصول اتصالات في الساعات القليلة الماضية، لكنه لفت الى انّ البطريرك الماروني لن يتراجع عن طروحاته، لانه قلق جداً على مصير لبنان، وهو لا يُلام لانه سعى كثيراً ومنذ اكثر من سنة الى تحرّك داخلي للحل قبل ان نصل الى هذا الدرك الخطير، لكن للاسف اليوم لم يعد احد قادراً على إنقاذ السفينة، التي غرقت وتكاد تختفي، فهو كرّر مراراً نداءاته وطرح الصوت العالي واطلق صرخاته، مطالباً بحلول لأزمات لبنان الاقتصادية والمالية والسياسية، وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لنيل المساعدات الدولية، من دون ان ترّف جفون اهل السلطة الحاكمة، التي لم ترّد حتى على تحذيرات المجتمع الدولي، ودعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارتين قام بهما الى لبنان، ومن دون اي إلتزام بالمبادرة الفرنسية.
ورأى المصدر بأن مهمة الراعي شاقة وصعبة للغاية، فهو نال مباركة خارجية وموافقة ودعم نصف الداخل اللبناني، فيما النصف الاخر يرفض طروحاته، وفي الطليعة حزب الله وبعبدا وفريقها، ما دفع بالبطريرك الى تحضير وفد سيجول قريباً على المرجعيات الروحية والقيادات السياسية، لشرح وجهة نظره التي لقيت كلاماً مضاداً لما يعمل ويطمح الى تطبيقه، لان البعض اعطى أبعاداً لطروحاته غير موجودة، وبالتالي تفسيرات غير واقعية، مع ابقائه على المناشدة الشعبية للبنانيين لعدم السكوت، والتمسّك باللاءات العديدة التي اعلنها في خطابه يوم السبت الماضي في بكركي امام الحشود، لانه الركيزة التي ستنطلق منها عملية إنقاذ لبنان.
وختم المصدر المذكور بجملة حملت تفاؤلاً، يحتاجه اللبنانيون في هذه الفترة الصعبة التي يعيشونها: «الساحة اللبنانية اليوم تنتظر حدثاً ايجابياً لن يطول وسط العواصف السياسية القائمة».