تبقى القمة الروحية التي عقدت في بكركي علامة فارقة، وبغض النظر عما توصلت إليه، إلّا أنها استطاعت أن تجمع كل رؤساء المرجعيات الروحية، ومن الطبيعي بغطاء سياسي ودعم كبير، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان من أبرز الداعمين لها، بدليل مشاركة رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وهذه القمة وفق المتابعين ستواكب وتتابع المقررات التي توصلت إليها، والتي لولا دعم المرجعيات السياسية والغطاء لها وتبنّيها لما صدرت، وهي تعتبر خارطة الطريق تتماهى مع الواقع الحالي، لا سيما وقف إطلاق النار وإدانة العدوان الإسرائيلي، وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا بحد ذاته مسألة كافية ووافية في مثل هذه الظروف والأجواء التي يمرّ بها البلد.
وتعتبر مصادر مطّلعة أن القمة الروحية كانت في منتهى الإيجابية، وتحديداً أنها أسّست لمرحلة يمكن البناء عليها على أكثر من صعيد، لا سيما أن الخلافات التي كانت سائدة بين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى أو حزب الله، تبدّلت وتغيّرت بفعل الاتصالات التي جرت قبل القمة، حيث تبنّى المجلس الشيعي ممثلاً بالشيخ علي الخطيب والمفتي قبلان، كل المقررات وسط دعم من المرجعيات السياسية، ولا سيما الرئيس بري، ما يعني أن قمة بكركي كانت محطة بارزة ومهمة، وقد تنسحب على المرجعيات والقوة السياسية في حال حصل لقاء حواري بين المرجعيات السياسية، وقد تكون العناوين ذاتها التي تبنّتها بكركي، هي عناوين للبحث بين هذه المرجعيات.
في السياق، تشير المعلومات المستقاة من جهات فاعلة، بأنه حتى الساعة ليس من أي توجه ديبلوماسي غربي – عربي، من أجل إمكانية وقف إطلاق النار، على اعتبار كل الذين قاموا بهذه الاتصالات كانوا دبلوماسيين غربيين أو خليجيين أو عرب، توصلوا الى نقطة مهمة، ألا وهي، لا وقف إطلاق النار لأن العدو الإسرائيلي مستمر في ضرب البنية التحتية العسكرية والميدانية والاقتصادية لحزب الله، وثمة ترقّب لزيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وهي بحسب المتابعين لتقطيع الوقت، إذ قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية ليس ثمة ما يمكن البناء عليه، لذا الحرب مستمرة وليس من أي جهود حقيقية أو فاعلة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار قبل الاستحقاق الرئاسي الانتخابي في أميركا.