Site icon IMLebanon

قَدَر بكركي  

 

إسم بكركي مرتبط بإسم لبنان. ولم يكن عبثاً أن يتردد في الملمّات الشعار المرفوع على مدخل الصرح: «مجد لبنان أعطِيَ له»، كائناً من يكون سيّد بكركي.

 

تناوب على الكرسي البطريركي بطاركة كثر، بعضهم سُجّل اسمه في التاريخ. وجميعهم تركوا بصماتٍ يختلف سطوعها بين صاحب غبطةٍ وآخر.

 

طبيعيٌ أن تتفاوت ردود الفعل على كلام غبطة البطريرك بشارة الراعي كما على كلام أسلافه العظام وآخرهم مثلّث الرحمة البطريرك الكاردينال نصرالله صفير، الذي انتقل إلى جوار ربّه ولا تزال في الآذان رنّة صوته، ومتانة لغته، وصريح معانيه، ووضوح كلامه، وتشبّثه من دون هوادةٍ أو مهادنة بما كان يراه حقاً، وعبارته الأثيرة: «قلنا ما قلناه».

 

واللافت في كلام سيّدنا بشارة الراعي أنه، إضافةً إلى وضوحه، يتناول غير موضوعٍ في آنٍ معاً، ويتّخذ من كلٍ من تلك المواضيع موقفاً قد ترتاح إليه جهة وتعترض عليه الجهة الخصم. والعكس صحيح.

 

حتى الآن، وفق معلوماتنا الدقيقة، إن العلاقة بين البطريرك الراعي والرئيس ميشال عون يُمكن توصيفها بالجيدة جداً. بينما اتّسمت علاقة البطريرك صفير  بالرئيس إميل لحود بتوترٍ دائم. وأحد أسلافهما الكبار البطريرك بولس المعوشي وصلت علاقته بالرئيس المرحوم كميل شمعون حد القطيعة،  فكان رئيس الجمهورية يقاطع قدّاس الميلاد في بكركي ويشارك في قداس كاتدرائية بيروت المارونية، وفي عيد الفصح، يُشارك لدى شقيقتها الأرثوذكسية. وقبل هؤلاء، عرفت علاقة سلفهم الكبير بولس مسعد توتراً مستداماً مع زعيم المسيحيين آنذاك (قائمقام النصارى – زمن العثمانيين) يوسف بك كرم، شبه قطيعةٍ واتّهم كرم البطريرك بأنه وراء نفيه إلى الخارج من خلال تأثيره على باريس والفاتيكان.

 

حصرنا كلامنا بنماذج من العلاقة بين بكركي وسدّة المسؤولية الأولى، وأما الكلام على البطاركة العظام، فيقتضي مجلّدات، خصوصاً أن بينهم البطريرك إلياس الحويك الذي نحتفل بأفضاله العميمة على مئوية إعلان لبنان الكبير والبطريرك أنطون عريضة، الرجل المناضل في سبيل الاستقلال وبائع صليبه لإطعام الجائع.