IMLebanon

بكركي مرتاحة لـ«التلاقي المسيحي».. وجعجع «متفائل»

عندما وصل العماد ميشال عون إلى مقر «القوات اللبنانية» في معراب استقبله «الحكيم» بإشارة مستفهمة من يده. فجاء رد «الجنرال» كذلك بإيماءة من يده رفع فيها إبهامه بجواب إيجابي. السؤال كان حول جو بكركي التي عرّج عليها عون قبل أن يقصد معراب.

هذا التفصيل الصغير يعني الكثير ليس فقط للزعيمين المارونيين بل للبطريرك بشارة الراعي. فسيد بكركي، وفق الأجواء التي رشحت عن الصرح عقب اللقاءات العاصفة بإيجابيتها بينه وبين كل من عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع، «مرتاح أكثر من أي وقت مضى».

التلاقي المسيحي الذي أخرجه عون على أرض جعجع ليس من شأنه، على ما يحلو البعض التكهن، إحداث انقسام بين الأفرقاء السياسيين. ترى أوساط أسقفية أن «هذا البلوك المسيحي الذي ولد لم يعد بإمكان أحد أن يتخطاه ليحكم البلد وحده. وهنا أهمية ما حصل في معراب». فكلام فرنجية الليلي من بكركي حول «استمرار ترشيحه وبيتي معروف»، تتلاقى الأوساط نفسها في تفسيره مع رئيس «القوات» الذي زار الصرح أمس. إذ تعتبر أن «كلام فرنجية لا يمكن تفسيره بأنه يقفل الباب، بل على العكس، إن ما قاله يتضمن دعوة ضمنية للحوار والنقاش، خصوصاً أنه كرر مراراً أنه يقف خلف ترشيح العماد عون». وتتابع: «هذا الالتزام ليس فقط مطلوباً من فرنجية، بل من كل الأفرقاء الذين قالوا بالاتفاق المسيحي وبأن الجميع سيسير خلف هذا الاتفاق».

تترقب الكنيسة المارونية الأيام المقبلة التي من شأنها «فرز الأفرقاء جميعاً بين من يلتزم بأقواله ومن يتخلف عن ذلك». الجميع، برأي الأوساط الكنسية، مدعوون الى مواجهة واقع مسيحي جديد منح المسيحيين نوعاً من القدرة على التحكم بمسار الأمور الى حد ما. فـ «الانقسام يضعف، أما القوة ففي الاتحاد».

تؤمن الكنيسة المارونية اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه إذا اتفق المسيحيون جميعاً فلا أحد سيتمكن عندها من أن يقول لهم «لا». ومن هنا تستبعد الأوساط أن يقدم حزب «الكتائب» على تجاهل ما حصل، وإلا فسوف يبقى وحيداً خارج الإجماع المسيحي الذي حصل.

ولأن المطلوب مبادرة ما تجاه فرنجية من قبل عون وجعجع، فإن المعلومات تقول إن تواصلاً حصل بين الرابية وبنشعي، وتلاه اتصال من معراب نحو الزعيم الزغرتاوي. وتنظر الأوساط الكنسية بإعجاب الى الموقف الذي صدر عن الوزير فيصل كرامي «لأن الأصوات المعتدلة من شأنها أن ترجح الكفة»، معتبرة أن كل المواقف التوفيقية من شأنها أن تريح بكركي. وتتابع: «غالبية المسيحيين اليوم يسيرون في الخط عينه ومن لا يسير معهم، فهو غير بعيد كثيراً. وهذا من شأنه أن يجعل الكنيسة مرتاحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوجود والدور المسيحي. فالبطريرك لم يقل يوماً إنه يفضل فلانا أو علانا لأن كل ما يهمه هو التلاقي المسيحي، وبالتالي اللبناني، خصوصا أن الرئيس ليس للمسيحيين بل لكل اللبنانيين». ويخلص الى التأكيد أن «بكركي مستعدة لأي مبادرة أو مسعى من شأنه التقريب أكثر بين الجميع. حتى أننا متهمون بأننا نبادر أكثر من اللزوم!». آملة أن يحمل شباط رئيساً للبنان، علماً أن المسألة رهن بجلاء المواقف في الأيام المقبلة «ولكن لنأمل خيراً».

وبعد لقائه مع البطريرك، سئل جعجع عن توقعه حيال مواقف بقية الكتل السياسية، فأجاب: «لا أجد في المنطق سبباً لردود فعل سلبيّة بما يتعلّق بالإطار السّياسي لهذا التّرشيح، وأتصوّر أنّه واضح جدّاً، ولا أعتقد أنّ هناك لبنانيّا يختلف مع الآخر حول النقاط العشر التي طُرحَت».

وإذ لفت الى أنه تواصل مع «الكتائب» متوقعا ألا يكون موقفها سلبيا، تمنى جعجع «الذّهاب مباشرةً إلى الانتخابات الرئاسية بدلاً من التلهّي بعقد جلسات تشريعيّة للمجلس النّيابي أو بتفعيل العمل الحكومي».

وعن موقف فرنجية، قال: أعتقد أنّ الوزير فرنجيّة، بغض النّظر إذا اتّفقنا أو اختلفنا معه في السياسة، الجميع يعلم أنّه يقف عند كلامه. لطالما كان يقول «إذا كان للجنرال عون حظوظ في انتخابات الرّئاسة، فأنا معه وسأصوّت له»، والآن أعتقد أنّ حظوظ العماد عون أصبحت مكتملة تقريباً. ولذلك أنا شخصيّاً أتوقع ان يبقى الوزير فرنجية على كل الكلام الذي قاله في السابق، وأعتقد أيضاً أنّ هذا هو مغزى كلامه أن «الجميع يعرف عنوان بيتي». ولذلك لست متشائماً من الموقف الذي سيتّخذه الوزير فرنجية، لان الوزير فرنجية لم يقل يوما كلاما ثم عمل بعكسه.

وردا على سؤال، لفت الى أن «حزب الله أثبت أنه في السراء والضراء مع العماد عون». وأكد أن علاقته مع «تيار المستقبل» هي «كما كانت دائماً، والذي يجمعنا مع الرّئيس الحريري وتيّار المستقبل أكبر من كلّ الخطوات السياسية الكبيرة والصّغيرة منها». وأمل التوصل «إلى موقف يجمعنا، أقلّه بالمبدأ من ناحية حضور الجلسات وغيره».

مساء، استقبل البطريرك الراعي قائد الجيش العماد جان قهوجي.