Site icon IMLebanon

مرحلة جديدة من حوار بكركي: الجمود الرئاسي ممنوع

 

تشهد الديمان حركة اتصالات يقودها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تُركّز على الإستحقاق الرئاسي. وقد التقى في عطلة نهاية الأسبوع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وسبقه لقاء مع رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل. ومن المقرّر أن يزور رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية الديمان في زيارة تقليدية تحصل سنوياً عندما ينتقل بطريرك الموارنة إلى المقر الصيفي. ويحضر الملف الرئاسي طبقاً أساسياً على طاولة البحث في الديمان.

 

وكان الراعي أكّد بعد عودته من باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيّته فتح باب الحوار حتى مع «حزب الله» من أجل الوصول إلى حلّ رئاسي. وبالفعل زار موفدو الراعي كلّاً من الرئيس نبيه برّي والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله وجالوا على المرجعيات الأساسية في البلد، لكن هذه الجولات لم تُحقّق أي خرق في الملف الرئاسي.

 

وصارت بكركي مقتنعة بعدم قدرة الحوار كما يُطرح على الوصول الى أي نتيجة، ليس بسبب عدم إيمانها بالحوار، بل لمعرفتها بوجود أفرقاء يطرحون الحوار بالشكل ويتصلّبون في المضمون ويريدون فرض آرائهم على بقية المكوّنات المسيحية واللبنانية، وبهذه الطريقة تُنسف فرص التوافق.

 

وتؤكّد مصادر كنسية لـ»نداء الوطن» رفض الكنيسة المارونية الإستسلام لقوة الأمر الواقع ولخرق القانون والدستور، فالدستور ينصّ على عقد جلسات متتالية لإنتخاب الرئيس وتحوّل البرلمان هيئة ناخبة قبل 10 أيام من إنتهاء ولاية الرئيس وعند حصول الفراغ، فلماذا لم يدعُ رئيس المجلس إلى جلسة بعد جلسة 14 حزيران؟ هل تحتمل البلاد هدر الوقت؟

 

وعلى رغم المؤشرات السلبية وعدم إعلان المعطّلين تقديم تنازلات ووقف تعطيلهم والإنصياع للعبة الديموقراطية، تبقى أبواب بكركي مفتوحة أمام الجميع في محاولة لإقناع المعطلين بالعودة عن قرارهم التدميري وعدم حرمان الجمهورية من رئيس.

 

ومن جهة ثانية، وعلى رغم التشاؤم، ستشهد الأيام المقبلة جولة إتصالات جديدة للبطريرك الراعي إلى جانب حركة موفدين جديدة، وسيكون جدول الأعمال محصوراً ببند واحد وهو إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. وترفض بكركي إدخال ملف الرئاسة في سوق البازارات والسمسرات وربطه بملفات داخلية أو إقليمية ودولية وإدخاله في سوق المساومات، وبالتالي لم تُبدِ بكركي أي حماسة لربط الرئاسة بسلّة حلول وتسويات، فالتسوية الوحيدة التي تدخل بكركي فيها هي إجراء العملية الإنتخابية في أسرع وقت ممكن واختيار شخصية مارونية قادرة على حكم البلد وإصلاح مؤسساته ومنع الدولة من التفكّك.

 

ولا يروق للبطريركية المارونية كل ما تقوم به حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي وتصرّفها وكأن موقع الرئاسة لا يُقدّم ولا يؤخّر، ويمكن الإستمرار كما لو أنّ البلاد تتمتّع بالإستقرارالتام حتى في ظل غياب رئيس الجمهورية.

 

وترفض بكركي الدخول في نقاشات أو طرح ملفات جانبية تسرق الأضواء من الإستحقاق الرئاسي، فالرئاسة حسب البطريركية فوق كل اهتمام ولا يمكن مقارنة ملف الرئاسة بملفات أخرى على أهميتها. فالحل لبقية الملفات مربوط بالرئاسة، فإذا انتُخب رئيس تغيب كل الإشكالات الأخرى المطروحة، خصوصاً ملف التعيينات.

 

تترقّب الكنيسة مرحلة ما بعد اجتماع الدوحة، وما إذا كان هناك أي ضغط دولي على القوى السياسية المعطّلة، لكنها تدرك في الوقت نفسه وجود عقَد خارجية توازي العقَد الداخلية ولا تُشكّل عامل تسهيل لإنتخاب الرئيس، لذلك تبقى مرحلة الإنتظار طويلة فيما البلاد لا تحتمل التأجيل.

 

في نظر البطريرك الحلّ الرئاسي واضح وصريح وهذا ما يشكّل نقطة إجماع مسيحية، وهذا الحلّ يتمثّل بحصول دورات إنتخاب سريعة ومتتالية وعدم تعطيل النصاب، وبذلك يفوز من يحصد الأغلبية، وإلّا فلا حلّ في المدى المنظور.