IMLebanon

بكركي لم تقع في فخ 14 آذار لاستدراجها الراعي ليس بعيداً عن طرح «الرئىس القويّ»

تفاوتت التفسيرات والتحليلات للقاء الصرح البطريركي الذي جمع مكونات 14 آذار المسيحية للبحث في أزمة الرئاسة الأولى والاتفاق على صيغة تنهي الفراغ الذي اتم السنة من عمره بين من اعتبر ان 14 آذار حاولت جر بكركي الى ملعبها في هذا الملف والحصول على رضاه الرئاسي وبين من رأى ان 14 آذار حاولت زكزكة الجنرال والتشويش على مبادرته الرئاسية وطرح صيغة تنسفها، لكن النتيجة اتت واحدة بحسب مصادر مسيحية، بان اللقاء في بكركي ولد ميتاً وجرت مراسم دفنه في الصرح وان اللقاء خلص الى نتيجة « لا شيء» فلم تستطع قوى 14 آذار جر البطريرك وكسبه من طرفها وانتزاع موافقة على النصف زائد واحد في الموضوع الرئاسي.

والانطباع الاول من لقاء اول من امس ان هناك من حاول توريط الراعي، تضيف المصادر، والإيحاء بأن بكركي قريبة من الخطاب السياسي لـ 14 آذار في ما خص آلية الانتخاب الرئاسي قبل ان يتضح ان سيد بكركي الذي حافظ على موقعه المتوازن في غياب ممثلي 8 آذار المسيحيين عن الاجتماع، امسك بزمام الأمور وهو الذي طرح على المجتمعين البحث بمبادرة الرابية الرئاسية، وقبل ان يبادر المكتب الإعلامي لبكركي الى توضيح ان الراعي ليس مع صيغة النصف زائد واحد ولا يقبل بها.

وخلاصة القول ان سيد بكركي استقبل الوفد المسيحي الآذاري أولاً لأن ابواب بكركي ليست موصدة امام احد، وايضاً لأن الراعي يريد انهاء الحالة الرئاسية الشاذة التي طالت وتهدد مصير الكرسي الأولى والمسيحيين في لبنان ربطاً بالأحداث المحيطة وما يحصل في دول الجوار، وليس موجهاً ضد اي فريق آخر وبالعكس فان سيد بكركي مؤخراً يتطلع باهتمام الى مبادرة عون الرئاسية ولانتخاب رئيس قوي من صلب التمثيل المسيحي.

من هنا فان استقبال الراعي لقيادات 14 آذار المسيحية يؤكد على حدّ قول المصادر المسيحية، ان البطريرك الماروني لم يرم سلاحه بعد وهو يصر على انجاز الاستحقاق باي ثمن ، فالمهم ملء الفراغ في ظل الاستحقاقات الداهمة والمخاطر المتربصة بالوطن، وقد بات معروفاً ان بكركي لا توفر جهداً من اجل مخرج للاستحقاق وبناء على ضغوط فاتيكانية لانتخاب رئيس جديد.

لكن الواضح ان علاقة الراعي بقيادات الموارنة لا تزال على حالها، فلا مجيء مسيحيي 14 آذار الى الصرح ساهم في العفو عنهم وامتصاص غضب بكركي حيال الملف الرئاسي، ولا توضيحات الرابية ومبادراته قللت من انزعاج سيد الصرح من شروط الرابية الرئاسية. خصوصا ان الراعي تقول المصادر يستعجل الاستحقاق ويريده بقوة منذ اول جلسات الانتخاب في حين ان القيادات تعمل على فرض ايقاعها الخاص في هذا الموضوع. وتلاحظ المصادر انه بخلاف البطريرك صفير الذي بدأ مسيرته في البطريركية على المنوال ذاته فلم يقترب من مسيحيي 8 آذار إلا نادراً، فان البطريرك الراعي فتح ابواب بكركي للجميع من دون استثناء لتؤول المرحلة التالية من ولايته البطريركية الى علاقة عادية مع مسيحيي 8 آذار وتحديداً الرابية بعد ان باعدت الأحداث وخصوصاً في الملف الرئاسي بين بكركي والرابية على خلفية الاستحقاق، وهو بالرغم من السجالات التي حصلت مع 14 آذار إلا ان الراعي فتح ابواب الصرح لمجموعة 14 آذار المسيحية قبل يومين للبحث عن مخرج للرئاسة.

صحيح ان ميشال عون ليس المسؤول المباشر او الوحيد بنظر بكركي عن الحال التي وصل اليها مصير الرئاسة، بل كل المسيحيين او الاقطاب الموارنة وكل من رغب في الوصول الى بعبدا والتربع على كرسيها وهو لا يستوفي الشروط الرئاسية، لكن زعيم الرابية هو في الواجهة لسبب واحد في تقدير المصادر، وهي لأنه رئيس التكتل الذي عطل الجلسات التشريعية والفريق الذي يتحمل جزءا من الوضع الذي آلت اليه احوال الرئاسة، ولو ان الأسباب المعطلة الرئيسية تبقى في لعبة الامم وما تريده القوى الإقليمية والدولية وفي العرقلة التي يبديها تيار المستقبل لوصول عون الى بعبدا.

واذا كان عون لا يتحمل وحده وزر التعطيل انما كل الظروف والمعطيات التي جعلت حال الرئاسة تسير في اتجاه التعطيل،. فالنبرة العالية للراعي في بعض الاحيان بحسب المصادر، هي موجهة الى كل سياسيي الموارنة باغتيال الرئاسة الأولى، لكنها ايضاً تشمل بالدرجة الاولى اللوم الى الرابية. فالواضح ان ثمة اختلافاً في وجهات النظر حاصل بين الموقعين حيال الرئاسة الأولى او مقاربة الملف الرئاسي، بالنسبة الى المقربين من الر ابية فان القناعة السائدة ان التعطيل افضل من وصول الرئيس غير القوي مسيحياً الى قصر بعبدا وميشال عون اعلنها صراحة انه مستعد للشهادة في المعركة الرئاسية فاما يربح او يخسر، وان زعيم الرابية يخوض معركة تحسين مواصفات الرئيس ويرى ان التعطيل افضل من الرئيس الضعيف مسيحياً. ولا يمكن بالنسبة الى العونيين المزايدة على مسيحية عون وهو الذي اطلق مبادرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وعلى دورتين مسيحية ومن ثم وطنية، كما اصر على القانون الأرثوذكسي..فمن وجهة نظر الرابية فان البقاء في الفراغ افضل من وصول الرئيس الذي لا يحظى بالاجماع المسيحي او الرئيس المسيحي القوي، في حين يتطلع سيد بكركي من حوله مراقباً احوال المسيحيين في المنطقة وما اصابهم وما قد يصيب مسيحيي لبنان مما يتطلب حضور الرئيس القوي. ورغم ذلك يصر المقربون من بكركي على ان لا مشكلة او خلافات سياسية حادة مع احد من الأقطاب الموارنة لكن الراعي متخوف على مصير الرئاسة ووضع المسيحيين في لبنان في ضوء التغييرات الجذرية والانتكاسات ومسلسل التهجير الذي طال مسيحيي العراق وسوريا. وبالتالي فما بدا اخيراً من اجتماع مسيحيي 14 آذار ودعوة الراعي الى البحث في مبادرة عون يدل على ان لا مشكلة مع الرابية تحديداً وربما يعتبر سيد الصرح ان البحث في المبادرة قد يوصل الى بر الأمان خصوصاً وان بكركي لن تسير بالنصف زائد واحد.