IMLebanon

بكركي على خط فرنجية

أوحت المواقف المسجّلة في عطلة الأسبوع الماضي بأجواء قاتمة تحيط بالإستحقاق الرئاسي، إثر موجة التفاؤل العارمة التي سُجّلت بعد أكثر من أسبوعين في ضوء التطوّرات الإيجابية التي برزت من خلال مبادرة ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وإقفال ملف الشغور الرئاسي قبل نهاية العام الجاري. وفي هذا الإطار، وجدت مصادر نيابية في فريق 14 آذار، أن حظوظ سلوك هذه المبادرة طريق مجلس النواب في 16 من الجاري تكاد تتساوى مع حظوظ تأجيل جلسة الإنتخاب إلى مطلع العام المقبل، ولكن من دون أن يعني ذلك سقوطها. وأوضحت أن السرعة التي طبعت عملية السير في ترشيح النائب فرنجية من قبل غالبية القوى السياسية، قد فرملتها أخيراً حال الإعتراض غير المعلن لدى الأقطاب الموارنة الثلاثة الذين كانوا اتّفقوا مع فرنجية في بكركي على قطع الطريق أمام أي مرشّح للرئاسة من خارجهم، كما اتّفقوا في المقابل على دعم بعضهم البعض مهما كانت الظروف والمستجدّات. وعلى الرغم من أن هذا الموقف قد تردّد منذ يوم السبت الماضي في أكثر من مجلس سياسي داخل فريق 8 آذار بشكل خاص، فإن المصادر النيابية نفسها، لم ترَ في المواقف المسيحية الأولية أي موافقة على المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري ودعمها علناً النائب وليد جنبلاط، وأيّدها بشكل غير مباشر الرئيس نبيه بري، كما رأت فيها بكركي منفذاً للخروج من حال الفراغ الرئاسي المستفحل.

وأبرز ما في خارطة المواقف السياسية التي فرزتها التطوّرات الأخيرة، فهو، وبحسب المصادر نفسها، زوال الحدود بين 8 و 14 آذار، وصولاً إلى حدّ تلويح النائب أنطوان زهرا باحتمال ترشيح «القوات اللبنانية» للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كردّ على مبادرة الحريري والتأييد الدولي والإقليمي الواضح لهذه المبادرة، وتسخير كل الإتصالات الديبلوماسية في بيروت لإنجاحها. وتوقّعت هذه المصادر، أن تتصاعد وتيرة التصعيد في المواقف المسيحية في الأسبوع الحالي، وذلك بهدف ترسيم المشهد بشكل فعلي وتحديد المسار النهائي الذي ستسلكه الإتصالات الجارية على أكثر من جبهة داخلية لترجمة التأييد الذي ظهر منذ اللحظة الأولى لخيار ترشيح فرنجية إلى واقع وإلى انتخابات رئاسية.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، فقد تحوّل مناخ التفاؤل إلى حالة حذر، وذلك بصرف النظر عن التقدّم الذي أحرزته الإتصالات الداخلية والخارجية، كما كشفت المصادر النيابية، والتي اعتبرت أن الأمور ما زالت تتطلّب جولة جديدة من الإتصالات التي سيكون محورها بكركي بشكل خاص في ظل إعلان البطريركية المارونية ترحيبها بحصول توافق على انتخاب النائب فرنجية، والذي شكّل غطاءً مسيحياً للمبادرة التي انطلقت من اللقاء الباريسي بين الحريري وفرنجية، وحظيت بغطاء دولي وإقليمي لافت، شكّل الحافز الأساسي لها لتصل إلى الترجمة من خلال تسوية سياسية محلية تشترك فيها كل الأطراف من دون أي استثناء، بحيث بات لكل فريق سياسي الفرصة للتأثير في الإستحقاق الرئاسي مع تلازم هذه الفرصة مع مسؤولية تاريخية لإنقاذ الدولة من الإنهيار الذي باتت على مشارفه بسبب حال التعطيل العامة التي تلفّ كامل المؤسّسات الشرعية، وتمنع الحكومة من تسيير شؤون الناس، حتى بحدّها الأدنى.