حدث هذا في محاولة من البطريرك ليبعد عنه تهمة «الإنحياز» التي وجهها اليه، عملياً، العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وقد إلتقيا في التعبير عن موقفيهما المتقاطعين عند مقاطعة قداس الميلاد المجيد الذي ترأسه البطريرك في بكركي… ما دفعه الى التفريق بين المبادرة و… الإسم!
وتفيد أوساط الصرح البطريركي أن رأس الكنيسة المارونية قد تبلّغ «مبادرة» الرئيس سعد الحريري عندما كان في ألمانيا في أواخر جولته الخارجية المطوّلة التي إستغرقت نحو شهر في الخارج. وعلى الأثر أجرى سلسلة إتصالات فتبين له الآتي كما تفيد تلك الأوساط:
أولاً – إن الشيخ سعد الحريري «جاد جداً» في مبادرته وإنه لا يناور إطلاقاً في هذا السياق.
ثانياً – إن الرئيس الحريري حصل على موافقة سعودية رفيعة. وإنه ما كان ليقدم على هكذا مبادرة لولا حصوله على تلك الموافقة.
ثالثاً – إن المبادرة ليست بنت ساعتها إنما هي مدروسة على نطاق دولي يشمل تحديداً تزكيتها أميركياً وفرنسياً وڤاتيكانياً. مع فارق المسافة بين تزكية هذه الجهة أو تلك، فواشنطن ليس فقط انها تدعم بل هي في صلب المبادرة. وفرنسا تؤيد، والڤاتيكان يبارك مبدأ ملء الفراغ في المطلق.
رابعاً – إن الوزير السابق النائب سليمان فرنجية سبق له أن أطلع حزب اللّه على «الفكرة» التي عمرها سنة على الأقل وانه حظي بموافقة سماحة السيد حسن نصراللّه على اللقاء مع سعد الحريري (… وإن كان لم يفوّضه «بت الموضوع» قبل الرجوع الى الحلفاء).
خامساً – وإن الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط هما أيضاً في صلب المبادرة.
سادساً – وإن الرئيس سعد الحريري سيعلن ترشيح فرنجية «رسمياً» في خلال الأيام التي تلت الإعلان عنها.
وفي منأى عن ذلك كله، وسيان أبلغت المبادرة شاطىء الأمان أو بقيت تتجاذب الأنواء والأمواج، فإنّ لبكركي موقفاً مبدئياً من «المسألة» الرئاسية وهو ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي برئيس وصل الأمر ببكركي الى حد القول «كائناً من يكون هذا الرئيس» فكم بالحري إذا كان أحد الأقطاب الأربعة.
وبكركي لا ترى ان إمكانية إسقاط المبادرة متيسرة ببساطة نظراً للدعم الذي تحظى به محلياً وإقليمياً ودولياً. ولكن أوساطها تعترف بأن حظوظ المبادرة لم تعد قوية الزخم كما يوم إطلاقها، وإن كانت لا تزال مطروحة بجدية.