Site icon IMLebanon

تحرك بكركي منعاً للتعايش مع الفراغ

تقول مصادر نيابية مسيحية، أن الإنتقال إلى العام الجديد من دون ملء الشغور الرئاسي، مؤشّر على خطورة المرحلة المقبلة من دون انتخابات رئاسية، ومن دون أي توافق داخلي على الساحة المسيحية بشكل خاص، وذلك في الوقت الذي تعاني هذه الساحة نوعاً من الشرذمة. واعتبرت أن ما سُجّل من تباين في المقاربة على هذا الصعيد لكل تفاصيل التسوية التي كانت مطروحة للخروج من أزمة الشغور، يرتدي طابع المراوحة الواضحة، خاصة أن الإنشغال السياسي المحلي، كما الإقليمي والدولي، يتركّز حالياً على عمليات التسوية السياسية الجارية على الساحة السورية، والتي بدأت تظهر نتائجها من خلال الإتفاق الجاري برعاية الأمم المتحدة لتأمين تبادل للمسلحين والمدنيين السوريين عبر الأراضي اللبنانية إلى تركيا، ومنها باتجاه سوريا، والذي تم تنفيذه بالأمس. وأكدت هذه المصادر، أن بكركي التي ما زالت تؤكد على المبادرة الرئاسية لجهة إنجاحها ودعمها كما قال البطريرك بشارة الراعي في عظته الأخيرة عشية الأعياد، تستعد لإطلاق دينامية جديدة تهدف إلى الدفع في اتجاه إنجاز الإنتخابات الرئاسية من دون أي تأخير، وذلك بعيداً عن الدخول في أية تفاصيل مرتبطة بالمرشّحين المعلنين وغير المعلنين حتى الساعة، أو طرح أي أسماء من قبل البطريركية المارونية، كي تُبقي على موقعها البعيد عن الدخول في لعبة الأسماء، الأمر الذي يعرقل حصول أي تسريع في إنجاز هذا الإستحقاق.

ولم تستبعد المصادر النيابية المسيحية نفسها، تكرار الدعوة من قبل البطريرك الراعي للأقطاب والقيادات المارونية للإجتماع والتشاور في المرحلة المقبلة، علماً أن أي جديد لم يتم تسجيله لجهة الإستجابة وتحديد موعد محدّد لاجتماع قريب، والذي تعتبر المصادر نفسها، أن صعوبات غير قليلة تقف في طريق حصوله. وأضافت أن المناخات الداخلية لا تزال توحي باستمرار أزمة الرئاسة نظراً لجملة تعقيدات، وبالتالي، فإن الحراك بات ضرورياً لعدم الركون إلى هذا الواقع، وذلك لقطع الطريق أمام «التعايش» مع الفراغ الرئاسي وتطبيع الوضع الحالي. وكشفت هذه المصادر، أنه على الرغم من كل ما يسجّل من اعتراضات على التوجّه الأخير لبكركي، والذي تُرجم مقاطعة للصرح في عيد الميلاد، فإن الجهود ما زالت منصبّة على إنجاح التسوية الرئاسية وإنهاء الفراغ الرئاسي، لا سيما أن دعماً دولياً بارزاً قد سُجّل لها، وذلك بعد مرور أكثر من عام و7 أشهر على هذا الفراغ القاتل في قصر بعبدا.

من جهة أخرى، وإزاء الإلحاح من قبل البطريرك الراعي والمراجع الروحية كافة على ضرورة المقاربة الجدّية لأي مبادرة تدفع نحو إنجاز الإستحقاق الرئاسي، لاحظت المصادر السياسية المسيحية وجود تحوّلات في الخطاب لدى القيادات السياسية المعنية بهذا الإستحقاق، وليس فقط القيادات المارونية. واعتبرت أن الميل نحو التصعيد في هذا المجال بذرائع ومبرّرات متنوّعة، وأبرزها ربط الإنتخابات الرئاسية بالتسوية الشاملة، يرتدي طابع المناورة الداخلية لتعزيز المكاسب السياسية وليس أكثر، مؤكدة أن هذه المقاربة ستؤدي في نهاية المطاف إلى ترحيل الإستحقاق لفترة غير واضحة، وإلى إحباط كل المبادرات الرئاسية المطروحة، وبالتالي إبقاء الشغور الرئاسي.