Site icon IMLebanon

بكركي… لا مؤشّر لإنتخاب رئيس في نيسان

كثُرت المواعيد التي ضُربت لإنتخاب رئيسٍ للجمهورية، خصوصاً أنّ دول العالم لا تولي هذا الملف الاهتمامَ الكامل، وما يهمّها هو الأمن والإستقرار في لبنان، أما الباقي بالنسبة إليها فتفصيل.

يتوجّه قسمٌ من نواب الأمّة اللبنانية اليوم الى ساحة النجمة لتأدية واجب حضور جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية، مع علمهم أنّ كلّ محاولات الحشد النيابي لن تصل الى مرحلة تأمين النصاب في ظلّ غياب كتلتي المرشحَين رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وتضامن كتلة «الوفاء للمقاومة» مع عون.

يعلم جميع الأفرقاء السياسيين أنَّ نصابَ الجلسة سياسيّ بامتياز، إذ حتى لو نجح تيار «المستقبل» في تأمين النصاب والأكثرية لإنتخاب فرنجية أو سواه، لن يستطع هذا الرئيس الحكم، إذا لم توافق الغالبية المسيحية المتمثلة حالياً بتحالف «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» من جهة، وإذا لم ينل موافقة «حزب الله» ورضاه من جهة ثانية، وما يُعقّد الوضع أكثر هو تعطيل اللعبة الديموقراطية، فيما تختار السفارات عادة الرؤساء في لبنان وليس النواب.

وفي حين بات شبه مؤكد أنّ جلسة اليوم سترحّل الى نيسان، طرحت تساؤلات عدة في الأوساط السياسية عن المعطيات التي يملكها بعض السياسيين الذي يؤكد أنّ انتخاب الرئيس بات قريباً، وأنّ نيسان سيكون شهر الحسم.

قد يستند هؤلاء السياسيون الى معطيات إقليمية ودولية ويراهنون على تسوية الاوضاع في سوريا، مع أنّ الافق يبدو مسدوداً حتى الآن على رغم مفاوضات «جنيف» والإنسحاب الروسي من الميدان السوري، وإعطاء الدول الكبرى الفرصة للحلّ السياسي.

وفي وقت سقطت كلّ المواعيد السابقة لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، تتحكم الواقعية السياسية بسياسات بكركي وأمنياتها، وهي التي تدعو دائماً الى إنتظام عمل المؤسسات ونزول النواب الى المجلس للقيام بواجباتهم، وتفضّل حتّى الساعة نفض يديها من أيّ مرشح وعدم دخولها في لعبة الأسماء «الحارقة» التي يتمّ تداولها في وسائل الإعلام، بعدما أُدخلت سابقاً في لعبة حصر الترشيحات الرئاسيّة بالزعماء المسيحيين الأربعة، وتبيّن أنّ هذا الأمر كان هفوة حيث أصبح الموارنة أسرى هذه الترشيحات.

وفي هذا السياق، تستبعد مصادر بكركي إنتخاب رئيس في نيسان، وتقول لـ«الجمهورية»: «لا مؤشر ملموساً الى هذا الأمر، وكلّ ما يُحكى كلام لا يستند الى وقائع، فالفراغ الرئاسي يقترب من عامه الثاني وحتى الآن لم نرَ بصيص أمل في نهاية هذا الشغور القاتل».

وتكشف المصادر «أنّ أحداً من سفراء أو مسؤولي الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية والدول الإقليمية، لا يحمل جواباً على قرب نهاية الأزمة الرئاسية اللبنانية، على رغم أنّ الجزء الأكبر منها مرتبط بأزمات الخارج وخصوصاً الأزمة السورية»، مشيرة الى أنّ «السفراء يدعون اللبنانيين الى انتخاب رئيس فقط، ولا يملكون معطيات حسّية، ولا يعدون بأنّ دولهم ستتحرك قريباً للقيام بأيّ مبادرة رئاسية».

وأمام هذا الواقع المتردّي، ترى بكركي أنّ انتخاب الرئيس ما زال بعيد المنال خصوصاً أنّ الصدمات الداخلية الإيجابية لم تؤدِّ الى أيّ نتيجة، فلا مبادرة الرئيس سعد الحريري سلكت درب التنفيذ، ولا مصالحة معراب وترشيح «القوات اللبنانية» العماد عون دفعت الافرقاء الآخرين الى إحترام الإرادة المسيحيّة وفتح باب الحوار الجدّي مع عون حيال ما يمكن الإتفاق عليه، على رغم تحميل الموارنة سابقاً مسؤولية الفراغ بسبب عدم إتفاقهم.

تتكامل الأحداث وتتناغم بعضها مع بعض، ولا يستطيع أحد التنبّؤ باتجاه الأمور، وربما تحصل مفاجأة غير متوقّعة في نيسان تدفع الى انتخاب رئيس للجمهوريّة، أما في حال عدم حصول حدث مماثل، فيمكن للزعماء السياسيين أن يُعلنوا في أوّل نيسان عن إنتخاب الرئيس وعندها يكون تنبؤهم قد صدق، خصوصاً أنّ 1 نيسان هو اليوم الذي يتصالح فيه معظم سياسيي لبنان مع أنفسهم ويتصرّفون على طبيعتهم، من دون أن يحاسبهم احد، وهم أساساً خارج نطاق المحاسبة.