IMLebanon

بكركي على خط تهدئة حمّى الانتخابات في البيت المسيحي

 

يوحي اكتمال «البازل» الإنتخابي بعد إعلان حزب الكتائب اللبنانية عن مرشحيه بالأمس، وتوالي إعلان المرشحين لدى «القوات اللبنانية» غداً الأربعاء، ويوم السبت في 24 الجاري من قبل «التيار الوطني الحر»، بأن سيناريو المعركة إلى برلمان 2018 سيتّسم بالحماوة الفائقة، وذلك على الرغم من كل التحوّلات التي طرأت على شخصية المرشحين، والتبديل في الوجوه، كما حصل مع تيار «المستقبل» الذي استبدل عشرات النواب بشخصيات من خارج النادي النيابي، لكنها تملك حيثيات إقتصادية ونقابية واجتماعية وإعلامية. وفي الوقت الذي لا تزال فيه أصداء الإعلان عن عشرات المرشحين يوم الأحد الماضي تتردّد في الأوساط الشعبية والحزبية والسياسية.

توقّفت مصادر وزارية مواكبة، عند المشهد الإنتخابي الذي بدأ يتّضح اليوم من خلال طبيعة المرشحين وتموضعهم السياسي والحزبي، والذي ينذر باصطفافات نيابية تحت عناوين جديدة تختلف بالكامل عن كل عناوين الحقبة السابقة، حيث يتم اليوم استبدال الخطاب السياسي بخطاب طائفي ومذهبي واجتماعي واقتصادي، يحاكي أزمات ومشاكل الناخبين الناجمة أصلاً عن الأزمات المتراكمة على كل المستويات، والتي تبقى من دون أي معالجة فعلية في العمق.

وفي موازاة الحديث الشعبي، تتفجّر حروب كلامية إلى أقصى الحدود بين الأطراف السياسية من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر أو مبادرات للتخفيف من حدّتها، حيث ان المصادر الوزارية وجدت أنها قد تكون من مستلزمات السباق الإنتخابي، كونها توظّف الأزمات التي ترتبط بملفات أساسية وحيوية للمواطنين، مع العلم أن كل شيء يبدو مؤجّلاً إلى مراحل تالية. وأضافت أن السجالات المستجدة حول أكثر من قضية كالكهرباء بشكل خاص، تخفي في طياتها ملامح منازلة إنتخابية قبل أيام قليلة من حسم التحالفات الإنتخابية، وبالتالي، محاولة استخدام هذا العنوان العابر لكل المناطق في المعركة المقبلة، وبصرف النظر عن كل ما يتم تداوله في ما خصّ العجز وأسبابه.

وعلى بعد أسبوعبن من إقفال مهلة تسجيل اللوائح الإنتخابية، تصاعدت النبرة السياسية تزامناً مع التحوّل في الخطاب الإنتخابي الذي يستخدم أكثر من عنصر في حملة التجييش الجارية على كل المستويات، الأمر الذي استدعى دخولاً لبكركي على خط السجالات، كما لاحظت المصادر الوزارية التي كشفت عن قلق من تأثير المواجهات في الحياة السياسية بشكل عام، وليس فقط في الساحة المسيحية وفي علاقات الأحزاب والقوى المسيحية مع بعضها بعضاً، كما في علاقاتها مع القوى الأخرى. وأكدت أن ما تحقّق في السنوات الماضية من مصالحات وتطبيع وربط نزاع ما بين القيادات المسيحية، يبدو معرّضاً اليوم للإهتزاز في ضوء الإنقسام الحاد في الشارع المسيحي على خلفية الترشيحات والتحالفات الإنتخابية.

وفي هذا الإطار، من الممكن إدراج السجال الحاصل ما بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، والكتائب و«التيار الوطني»، كما بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني» أو الكتائب، في سياق شدّ العصب على مستوى المناطق المسيحية من جهة، في موازاة المواجهة القاسية الدائرة بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» التي ترتدي طابعاً يتخطّى المستوى الكهربائي والإغترابي إلى المستوى الإنتخابي من جهة أخرى.

وانطلاقاً من هذا الواقع، توقّعت المصادر الوزارية نفسها، أن ترتفع حدّة السجال على أكثر من مستوى، وذلك في مرحلة الحسم الإنتخابي، لكنها أكدت أن الخلافات تبقى «ظرفية»، وستكون على طريقة المعركة الإنتخابية التي تتطلّب استخدام كل الأسلحة المتاحة من خطاب واتهامات وحملات، مع العلم أن الشعارات المرفوعة اليوم هي مخصّصة للإستهلاك، وليست قابلة التنفيذ في ظل غياب القواسم المشتركة أولاً، والأهداف الموحّدة ثانياً بين المتحالفين في الإستحقاق الإنتخابي المقبل.

وفي هذا السياق، قالت هذه المصادر أن الحمى الإنتخابية ستصيب كل الأطراف مع تقدّم المهلة الفاصلة عن شهر أيار المقبل، بمن فيهم «الثنائي الشيعي» الثابت في وجه المتغيّرات والتحوّلات السياسية التي طرأت على باقي القوى السياسية والحزبية.