رغبة بتعيين موفد بابوي إلى القدس
بكركي توصي بالانفتاح على المسلمين.. والفاتيكان يتبنّى
اعتاد الفاتيكان، والباباوات الذين تعاقبوا على كرسي بطرس، العمل بصمت وبلا صخب، وتحديدا في القضايا المرتبطة بتحولات على صعيد دول وانظمة، ولا يخفى الدور البارز للفاتيكان في مسار احداث شهدها نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي.
كان لبنان دائما موضع رعاية الكرسي الرسولي، وهذا ما لمسه اللبنانيون بقوة ابان الحرب ومع فترة السلم، ويكاد يكون من الدول القلائل الذي حظي بزيارة ثلاثة باباوات الى ربوعه، وخصص بارشاد رسولي ووضع في مصاف وطن الدور والرسالة.
ولكن السؤال الذي يطرح عند كل ازمة يمر بها لبنان، اين دور الفاتيكان الحاسم في الدفع لايجاد الحلول، وتحديدا ما يتصل منها بالمواقع التي يشغلها المسيحيون، وعلى وجه الخصوص رئاسة الجمهورية؟.
لا يتأخر مرجع روحي معني في الاجابة على هذا التساؤل بالقول «دائما كانت تطالَب حاضرة الفاتيكان برفع الصوت، لمن يريد ذلك عليه ان يعلم ان الكرسي الرسولي لا ولن يجيد الصراخ، انما هو في صلاة وتأمل دائمين، وهو بدوائره كافة يعمل بصمت وبأهداف استراتيجية من الطبيعي انها لا تتناسب مع طموحات تكتيكية او شخصية لهذا الفريق او ذاك او لهذا الزعيم او ذاك. المهم ان يعرف الجميع، واولهم المسيحيون، ان الكرسي الرسولي يضع لبنان في عينه وقلبه ورعايته الدائمة، وهو لا يطلب منه التحرك لكي يتحرك، بل هو في حراك دائم على مساحة المعمورة، ولبنان بند اساسي في جدول اولوياته المطروحة».
ويضيف المرجع «يجب ايضا ان يعرف من يجب ان يعرف، بأن احد اهم اسباب الاستقرار الذي ينعم به لبنان هو ارادة فاتيكانية مبنية على حركة لا تهدأ مع عواصم القرار الدولي والجهات الاقليمية المؤثرة في لبنان، اثمرت جعل لبنان وضعا خاصا في ظل التحولات المحيطة به من حروب وسقوط انظمة وفوضى عارمة، وهذه من النعم التي لا زالت تحيط بلبنان، وهي فرضت على الفرقاء اللبنانيين ايقاعا معينا عنوانه امساك بالارض يمنع التفجير وخطاب سياسي محكوم بسقف سياسي من دون اي تداعيات اخرى».
واذ يؤكد المرجع «ان الرئاسة اولوية دائمة لدى حاضرة الفاتيكان»، الا انه يوضح بأن «الامر لا يقتصر على هذه الاولوية انما تتعاطى حاضرة الفاتيكان مع لبنان انطلاقا من الدور المفترض ان يتصدى له بمسؤولية وانطلاقا من الرسالة التي يجب ان يؤديها، كمركز استقرار وضمانة امان لمسيحيي المشرق».
ويستدل المرجع على ذلك بالاشارة الى «ما لم يُتداول بعد عبر وسائل الاعلام»، كاشفا «عن ان الدوائر الرسمية في الفاتيكان طلبت من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي العمل على اعداد تقرير مفصل يتمحور حول وضع المسيحيين في لبنان والمنطقة، وان البطريرك استعان بوزير سابق مع مجموعة من الخبراء المهتمين في انجاز هذا التقرير، وعمد البطريرك بعد انجاز التقرير الى تنقيحه وادخال التعديلات والاضافات اللازمة عليه، ومن ثم ترجمته الى اللغة الايطالية وارساله الى الفاتيكان، وبعد الاطلاع عليه من قبل الدوائر الفاتيكانية تم تبني هذا التقرير».
وبالنسبة لابرز ما تضمنه التقرير من توجهات، يكتفي المرجع بالإضاءة على بعض الامور الكفيلة بتحديد مسار التوجهات، ويقول «يتضمن التقرير انه من اجل الحفاظ على المسيحيين في لبنان والمنطقة على حاضرة الفاتيكان ان تقوم بثلاث خطوات اساسية:
1- الانفتاح على الكنيسة الارثوذكسية المشرقية خاصة، والكنيسة الارثوذكسية على مستوى العالم.
2- الانفتاح على الازهر الشريف والتركيز عليه كمرجعية سنية متطورة.
3- الانفتاح على المرجعية الشيعية في قم والنجف».
كما يشير التقرير الى «دور ايران في المنطقة، والذي هو دور جامع وليس مفرّقا، والتركيز على ضرورة الحفاظ على القضية الفلسطينية والتمسك بها لانها قضية تعني كل ابناء المنطقة وكل الطوائف الاسلامية والمسيحية».
يخلص التقرير إلى توصية تأمل من الفاتيكان تعيين موفد بابوي لرعاية الاراضي المقدسة المسيحية في القدس.