Site icon IMLebanon

بكركي تلجأ إلى ممثلي الهيئات والمجتمع المدني المسيحي للضغط على عون

بعدما يئست من سياسة تعطيل إنتخاب رئيس جمهورية

بكركي تلجأ إلى ممثلي الهيئات والمجتمع المدني المسيحي للضغط على عون

الراعي يتبلّغ من سفراء أجانب تراجع الإهتمام الدولي بالإستحقاق الرئاسي

للمرّة الثالثة والعشرين، وعلى مشارف مرور سنة على الشغور في رئاسة الجمهورية، يتعمّد حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس بقرار رسمي عنوانه أنا أو لا أحد، أي إنتخاب عون رئيساً أو لا إنتخابات البتّة وليبقى المقعد شاغراً إلى أن يرضخ الجميع لمشيئة هذين الحليفين، أو إلى أن تعطي إيران إشارة الضوء الأخضر بالإفراج عن رئاسة الجمهورية.

وأمام هذا الواقع المرّ، توقفت المساعي الدولية لحمل هذا الفريق على التخلي عن تعنّته لفرض إرادته على أكثرية الشعب اللبناني، كما توقفت الجهود الداخلية عن أي محاولة جديدة لإنقاذ رئاسة الجمهورية، حتى أن بكركي نفسها التي لا تخفي قلقها من استمرار الشغور الرئاسي باتت تعيش حالة إحباط غير مسبوق وتسرّ أمام رعاياها بما يعتورها من خوف حقيقي على مصير رئاسة الجمهورية وحصرها على مصير المسيحيين في لبنان الذي يُشكّل آخر حصن لهم في هذا الشرق مع تحميلهم المسؤولية الكاملة عن الوصول إلى هذه الحالة المأساوية وبخاصة رئيس التيار الوطني الحر الذي أدار ظهره لكل النصائح، وسلّم أمره لحزب الله الذي تؤكد كل الوقائع على عدم وجود أية رغبة لديه لإنقاذ الجمهورية بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إنتظام عمل المؤسسات الدستورية.

وليس مستهجناً بعد ذلك أن يتحرّك المجتمع المسيحي في خطوات تصعيدية مدروسة لإجبار العماد عون الذي يدّعي في كل مناسبة الحرص على استعادة الحضور المسيحي في لبنان بدءاً برئاسة الجمهورية وانتهاءً بالمشاركة الحقيقية والفعلية في السلطة على فك ارتباطه بحليفه حزب الله، والنزول إلى مجلس النواب من أجل إكمال النصاب الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل ما تبقى من فرص لإنجاز هذا الملف وإيقاف هذا المسلسل الذي ينفّذ على الساحة المسيحية.

وثمّة معلومات تفيد بأن هناك دعوة سيوجهها عدد من ممثلي المجتمع والهيئات المدنية المسيحية إلى لقاء من أجل الجمهورية يوم السبت المقبل في كاتدرائية مار جرجس وسط المدينة تضامناً مع بكركي.

في غضون ذلك تترقّب الأوساط السياسية المواقف التي سيطلقها النائب عون غداً الجمعة من مسألة التعيينات الأمنية وغيرها كالإنتخابات الرئاسية وما إذا كان لا يزال مصرّاً على الترشّح المدعوم من حزب الله وإيران أم أنه وصل إلى قناعة بانعدام حظوظه في احتلال قصر بعبدا مجدداً كما حصل في العام 1989، خصوصاً وأن مصادره تؤكد أن مواقفه يوم غد الجمعة ستكون مفصلية ومحورية وتتطرّق إلى مجمل الوضع العام واقتراح حلول للخروج من الأزمات القائمة ولا سيما منها أزمة انتخاب رئيس جمهورية التي تودّع عامها الأول من دون أن يظهر أي ضوء يشي بقرب اختراق الحواجز الداخلية والإقليمية والدولية التي ما زالت تعطّل عملية ملء الشغور الرئاسي عن سابق تصوّر وتصميم.

لكن مصادر قوى 14 آذار ما زالت تعتبر أن العماد عون لن يتخلّى عن ترشحه ما دام لا يزال يحظى بدعم حزب الله وإيران اللذين لهما مصلحة مشتركة في بقاء الشغور في رئاسة الجمهورية ما داما منشغلين في أحداث المنطقة من الإتفاق النووي إلى مصير النظام السوري مروراً بالدور الذي تطمح إيران له في الإقليم، وترى أن الأمور على صعيد الوضع في المنطقة ما زال يكتنفها الغموض، ومن المبكر التحدث عن نتائج على صعيد لعبة الأمم الجارية في المنطقة ومنها تحديد الأوزان والأحجام لهذا المحور أو ذاك ولهذه الدولة أو تلك، ومن يستعيد قراءة الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله يمكنه أن يستنتج بأن طبخات الحلول لأزمات المنطقة ما زالت بعيدة، بما فيها ضمناً الأزمة اللبنانية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.

ويُنسب إلى البطريرك الراعي أنه لمس هذا الأمر خلال لقائه الأخير الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إضافة إلى الرسائل المشابهة التي تلقاها من سفراء عدد من الدول الأوروبية وبينها من السفير الأميركي في بيروت والتي تُجمع على أن الانتخابات الرئاسية في لبنان لم تعد ضمن اهتمامات هذه الدول بعد التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة بعد عاصفة الحزم والتطورات الميدانية على الساحة السورية وفي العراق، ويتعيّن بالتالي على اللبنانيين أن يصمدوا ريثما تتوضّح معالم وصورة التطورات الجارية في المنطقة، وهذه المعلومات كانت وراء تشجيع بكركي المجتمع المسيحي على التحرك والضغط على قياداته ولا سيما على النائب عون لكي يُعيد النظر في رهاناته ويسهّل عملية انتخاب رئيس يسدّ الفراغ ويستعجل إعادة انتظام المؤسسات الدستورية المهدّدة بالتعطيل خصوصاً في حال نفّذ رئيس التيار الوطني تهديداته ضد الحكومة وضد المجلس النيابي.