Site icon IMLebanon

مصادر بكركي: كلام الراعي ليس موجهاً ضدّ بري

ما كادت الحركة السياسية للرئيس سعد الحريري تنتقل من الداخل الى الخارج، حتى ارتفع منسوب السجال الكلامي بعيدا عن فن الممكن على وقع انحدار الواقع الاقليمي،  سجالا عنيفا بين بكركي وعين التينة، متخذا وجها طائفيا بالغ الخطورة، مع فتح قنوات الردود من جهة والاتصالات لا سيما بين القوى السياسية المسيحية، من جهة ثانية.

ومع ازدياد المناخ السياسي غموضا وتعقيدا في ظل معطياتٍ لا تزال تغلب عليها الاحتمالات السلبية، نتيجة ما خلصت اليه مشاورات الحريري حتى الساعة، وارتفاع منسوب التوتر بين عين التينة وبكركي، الذي دخل على خط تبريده، وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب السابق فريد هيكل الخازن والنائب سليمان فرنجية، فضلاً عن مسؤول امني رفيع، اثمر اتفاقا على ان يستعيض مجلس المطارنة الموارنة اليوم باستبدال بيانه الشهري بتوجيه نداء يضع فيه النقاط على الحروف.

مصادر بكركي التي ابدت اعتقادها بان مسألة سلة المتكاملة ليست سوى حجة لحرق اوراق العماد ميشال عون واطالة امد الفراغ في بعبدا بانتظار تظهير الصورة الاقليمية، خصوصا بعد فشل التسوية السورية والتعثر المستمر في العلاقات بين الرياض وطهران، رأت إنه في ظل المفترق المصيري في تاريخ الوطن ترى نفسها فوق كل السجالات لأن المرحلة تقتضي التعالي على كل سجال والذهاب إلى الجوهر وهو تطبيق الدستور والميثاق الوطني واحترام لبنان كبلد ديمقراطي برلماني، معتبرة ان البطريرك اصاب في «هجومه» عصفورين بحجر واحد، الاول، الفراغ، والثاني القادة الموارنة الاربعة الذين يتحملون نتيجة ما آلت اليه اوضاع المسيحيين في لبنان، حيث حاول تمرير الرسائل دون تسمية الامور بأسمائها لتجنّب الخلاف المباشر مع أي منهم، مشددة على أن ما قيل ليس موجّهاً ضد رئيس مجلس النواب لا من قريب ولا من بعيد.

من جهتها رأت اوساط مستقلة ان رد عين التينة انما جاء ليؤكد اصرار الاستاذ على ربط انتخاب العماد عون بالسلة، وبالتالي توجيه رسالة سلبية الى الحريري، معتبرة ان الاخير سيعيد بالتأكيد حساباته، اذ من الصعب في ظلّ التشنج الحالي تَصوّر امكان توافر أرضية كافية لضمان حصول اي خيار جديد يعتمده، هو الذي يدرك انه يقوم بمخاطرة تحتاج الى توافقات عامة داخلية وخارجية، آخذا في الاعتبار الارتدادات السلبية لاي «دعسة ناقصة» قد يقدم عليها، خالصة الى ان الوضع ما يزال صعباً ومعقداً، مستبعدة الوصول إلى حل قريب على صعيد رئاسة الجمهورية.

وتكشف الاوساط انه تبين من حركة الحريري انها فتحت الخيارات امام اكثر من مرشح وباتت مروحة الاحتمالات اوسع بكثير من عون وفرنجيه، ما عزز فرضية المرشح الثالث، توازيا مع حديث في الكواليس عن تقديم موعد الانتخابات النيابية على ان ينتخب المجلس الجديد رئيسا، خصوصا ان التسوية الرئاسية دونها عقبات كثيرة ،فبري يشترط للقاء عون ان يقبل التيار الوطني الحر بالمشاركة في جلسة تشريعية وان يعود وزراؤه الى الحكومة وان يعودوا الى طاولة الحوار، بل يذهب الى حد المطالبة باحتفاظ حركة امل بوزارتي المال والطاقة وضمنها النفط، لانتخاب الجنرال.

الواقع يقول ان سلة بري الرئاسية او «جملة الطروحات التفاهمية» كما يفضل المعنيون توصيفها، ليست سوى البنود التي كانت مطروحة على طاولة الحوار، كما ردد في اكثر من مناسبة رئيس البرلمان، فهل تكون الاخيرة مناورة سياسية لرفع سقف التفاهمات او تمرير للوقت بانتظار كلمة سر ما؟ وماذا عما يقال عن ان سلة بري نظريا هي سلة حزب الله عمليا؟ ماذا سيفعل حزب الله حيال موقف بري، وهو من كان قد جاهر علنا، أن فكرة السلة إنما هي لإعطاء ضمانات للحريري؟ وماذا سيكشف السجال الدائر بين عين التينة وكل من بكركي ومعراب؟ ماذا دار فعلا بين الرئيس الحريري وكل من محاوريه الأسبوع الماضي؟

ثمة من يقول إن سهام هجوم الراعي طالت أيضاً النائب العماد ميشال عون الذي يفاوض على السلة، فهل يرى نفسه معنياً؟ ما سيصدر عن الرابية خلال ساعات لا بد أن يوضح الصورة أكثر.