IMLebanon

بكركي ترعى مُبادرة «للحراك المدني المسيحي» تضامناً مع الراعي

خرج «الحراك المدني المسيحي» لانتخاب رئيس للجمهورية والتضامن مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في دعوته ونداءاته المتكررة لانهاء الشغور الرئاسي بمبادرة لانقاذ رئاسة الجمهورية من الضياع، في ظل انسداد افق الحل حولها، وتعثر مبادرات خارجية، وتخندق قوى سياسية في محاور خارجية، ومن بينهم الموارنة خصوصاً والمسيحيين عموماً، الذين في ارتباطات قياداتهم السياسية بمحاور خارجية منع حصول الاستحقاق الرئاسي.

لذلك كان اللقاء التضامني مع البطريرك الراعي في كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت، والذي جمع حوالى 500 شخص من اساتذة جامعات ومدارس وطلاب، ورجال مال واعمال ومسؤولي نقابات ومفكرين ومثقفين، وحضر النائب البطريركي المطران سمير مظلوم ومطران بيروت للموارنة بولس مطر الذي القى كلمة، وكذلك الوزير والنائب السابق عبدالله فرحات الذي صاغ مبادرة تشكل حلاً مرحلياً للخروج من المأزق، بعد ان تحول مجلس النواب الذي تقع عليه مهمة انتخاب رئيس الجمهورية الى اسير مواقفه من هذا الانتخاب، حيث غاب النصاب القانوني عن 23 جلسة منذ عام حتى اليوم، وبسبب «الفيتوات» الموضوعة من قبل الكتل النيابية.

وفي هذا الاطار، فإن اللقاء الذي اعتبره المجتمعون تأسيسياً الى جانب بكركي، فإنه يقدم وبحسب مصادره مخرجاً لحل، ليس ضد اي طرف مسيحي، وفق ما تقول مصادر في اللقاء، بل يقوم هذا الحل على انتخاب رئيس لفترة عامين ولمرحلة انتقالية، تكون مهمته تعديل قانون الانتخاب او اصدار قانون جديد، تجري على اساسه الانتخابات النيابية، ليقوم المجلس النيابي الجديد بانتخاب رئيس للجمهورية لفترة دستورية ست سنوات، وتعود المؤسسات الى الانتظام.

هذه المبادرة لا تختلف بالمضمون مع ما اورده العماد ميشال عون في اقتراحه لاجراء انتخابات نيابية تضيف المصادر، تسبق الانتخابات الرئاسية، الا في من يسبق من، الانتخابات النيابية او الرئاسية، وان المبادرة التي تقدم بها «الحراك المدني المسيحي» تلغي الشغور الرئاسي، الذي لا يمن ان ينتظر انتهاء ازمات المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات، ولا كسر الجمود السياسي الداخلي تقول المصادر الذي يلقى بمباركة البطريركية المارونية التي اوفدت مطرانين لحضور اللقاء، ولأن البطريرك الراعي اراد ان يوصل رسالة لمن يهمه الامر، انه يستطيع تحريك المجتمع المدني في الساحة المسيحية الذي لا يختصره قادة احزاب ورؤساء كتل نيابية، ولا بد لهم ان يسمعوا صوت هذا المجتمع المصاب بالاحباط كما تقول المصادر، وقد زاد احباطا مع عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وشعر ايضا ان رأس الكنيسة المارونية لا تسمع كلمته من القادة الموارنة خصوصا، حول موقع رئاسة الجمهورية الذي له رمزيته في ظل ما يتعرض له المسيحيون في الشرق، وان الخوف ان لا يبقى هذا المنصب لهم.

من هنا فإن مبادرة «الحراك المدني المسيحي» التي تزامنت مع مبادرة للعماد عون، ستنطلق لجنة متابعة شكلت لها برئاسة فرحات وعضوية شارل حرب وغسان خوري وآخرين للقيام بجولة على المرجعيات الرسمية والسياسية والحزبية والروحية، لاطلاعهم على مضمون المبادرة التي لا تستهدف احداً، بل انهاء الشغور الرئاسي، بايجاد مرشح لمرحلة انتقالية بالتوافق مع كل الاطراف، لأن دون مرحلة انتقالية لفترة عامين، فإن الشغور الرئاسي قد يطول، اذا لم يحصل تبدل في الكتل النيابية، لا سيما بعد التمديد لمجلس النواب، اذ ان المزاج الشعبي اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً قد تغير منذ العام 2009 وحتى الآن، وقد يعكس تمثيلاً مختلفاً عما هو قائم اليوم، ويحرك الجمود السياسي وينقذ رئاسة الجمهورية.