IMLebanon

بكركي متمسّكة بالتسوية

لاحظت مصادر سياسية مطّلعة، أن منسوب الإهتمام الداخلي بالتسوية الرئاسية لن يتراجع، وإن اتّجه إلى الفتور بشكل لافت منذ لقاء المصارحة الذي جمع رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وذلك في ضوء الصمت الذي يحيط بالمقرّات المعنية بشكل مباشر بهذه التسوية مثل بنشعي و«بيت الوسط». لكنها لفتت إلى أنه وعلى الرغم من أن هذا المناخ يشي بوجود معارضة خفيّة لأي حل رئاسي في الوقت الحالي، فإن الحراك المستمر والمبرمج تجاه كافة القيادات السياسية والحزبية لتيار «المردة» من جهة، ولتيار «المستقبل» من جهة أخرى، يؤكد أن الحل ليس بعيداً كما يجري تسويقه، وذلك انطلاقاً من تقاطع الإرادات الدولية والإقليمية على إنجاز الإنتخابات الرئاسية اللبنانية قبل تطوّر الوضع السياسي في سوريا. وأضافت المصادر المطّلعة، أن مبادرة ترشيح فرنجية، لم تكن مفاجئة بالقدر الذي اعتبره أكثر من طرف سياسي معارض لها، لأن الحوار الثنائي بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» خلال الأشهر الماضية، كان قد شكّل فسحة للبحث في ملفات تتخطّى تخفيض الإحتقان المذهبي على الساحة الداخلية ومن بينها الإستحقاق الرئاسي الذي أدرج لاحقاً في مقدّمة «أجندة» الحوار الوطني في ساحة النجمة. وأوضحت بأن المرحلة التي قطعتها مبادرة الرئيس سعد الحريري، ولاقاه فيها النائب فرنجية، قد أتت نتيجة هذه الحوارات التي دلّت بوضوح على استحالة التوصّل إلى أية حلول لأي من الأزمات الداخلية مهما كانت بسيطة أو ثانوية، من دون إقفال باب الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن تسوية متكاملة بين فريقي 8 و 14 آذار.

ومن هنا، فإن محاذرة القوى والمرجعيات الداخلية المعنية بهذه التسوية، خصوصاً في الساعات الـ48 الماضية، تشير، وكما قالت المصادر نفسها، إلى أن الأولويات لدى القوى المسيحية أولاً، ولدى قوى 8 آذار ثانياً، ليست ذاتها، وهي تختلف بشكل كبير وإن كانت قد التقت على تجميد مبادرة الحريري الرئاسية. وأوضحت أنه في الوقت الذي تعتبر فيه القوى المسيحية أن أي تسوية رئاسية يجب أن تحظى بموافقة الأقطاب الموارنة الأربعة، فإن فريق 8 آذار يعتبر أن خياره السياسي قد انتصر، وأن الزمن الحالي هو زمن الإنتصارات وترجمتها في أكثر من مجال، لا سيما في اي تسوية سترتسم وتحدّد طبيعة تركيبة السلطة في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال قانون إنتخابي يلبّي تطلّعاتها، ومن خلال سلطة تنفيذية تحقّق مشروعها الخاص وليس مشروع فريق 14 آذار، وبصرف النظر عن الدور المحوري الذي يلعبه الرئيس الحريري في التسوية الرئاسية الراهنة.

وفي سياق متصل، تحدّثت المصادر السياسية المطّلعة نفسها، أن الأيام المقبلة ستكون محطة نوعية لجولة جديدة من الإتصالات التي سيقوم بها تيار «المستقبل» باتجاه القيادات المتحفّظة على التسوية، خصوصاً وأن مشاورات العماد عون والنائب فرنجية قد فتحت الباب واسعاً أمام دفع الإستحقاق الرئاسي نحو منحى جديد يصبّ في إطار إبقائه مطروحاً على طاولة البحث في بكركي الأسبوع المقبل من جهة، وبين الأقطاب الأربعة من جهة أخرى. واعتبرت أن بكركي التي تحرص على عدم تفويت فرصة التسوية الراهنة، لم تقل كلمتها النهائية بعد، علماً أن زوّار البطريرك بشارة الراعي خلال الأسبوع الماضي قد نقلوا عنه إصراراً على الخروج من نفق الشغور الرئاسي، مع التأكيد على وجوب أن يتزامن الإستحقاق المرتقب مع توافق مسيحي ـ مسيحي، يسمح بفتح صفحة جديدة من العلاقات والإنتاجية على كل المستويات.