بكركي ترحِّب بالتوافق على فرنجية وتُشيد بجهود الحريري
لا موعد على أجندة الراعي مع الأقطاب الموارنة لكن الأبواب مفتوحة لهم
بعد الغطاء الإقليمي والدولي لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وهذا ما بدا واضحاً من الاتصال الهاتفي المطول الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بفرنجية أمس، وقبله المباركة السعودية لانتخابه والتي عبر عنها السفير علي عواض عسيري، لا يبدو أن المعارضين لوصول رئيس «المردة» إلى قصر بعبدا بإمكانهم الوقوف في وجه هذا التأييد الخارجي لانتخاب فرنجية، بعد سنة ونصف على الفراغ الرئاسي الذي شلّ عمل المؤسسات وأفقدها دورها، الأمر الذي سيدفعهم إلى إعادة النظر في مواقفهم وتأمين أكبر دعم مطلوب للرئيس العتيد، حيث ينتظر أن تقوم البطريركية المارونية بدورها على هذا الصعيد لتأمين اجتماع للأقطاب الموارنة برعاية البطريرك بشارة الراعي الذي سيطلب من الأقطاب الالتزام بما سبق وتعهدوا به أمامه، لناحية دعم من تتوفر له الفرصة من بينهم ليكون رئيساً للجمهورية، وهذا ما ينطبق على النائب فرنجية الذي يتجه رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى إعلان ترشيحه رسمياً لرئاسة الجمهورية في الأيام المقبلة، على أمل أن يصار إلى انتخابه في جلسة 16 الجاري أو حتى في موعد جديد قد يسبق هذا التاريخ إذا أزيلت كل العقبات الداخلية من أمامه، ومن خلال مواقف البطريرك الراعي وبيان المطارنة الموارنة بالأمس، فإن بكركي داعمة لانتخاب فرنجية بعد التأييد الواسع الذي حصل عليه وبالتالي فإنها لا ترى من الحكمة أن يبقى المعارضون لانتخابه على مواقفهم ولذلك فإن البطريركية المارونية ستحاول جمع الأقطاب في الأيام المقبلة، وفي إطار سعيها إلى الاستفادة من الفرصة المؤاتية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في 16 الجاري. وقد أكدت لـ«اللواء» أوساط كنسية قريبة من بكركي، أن أبواب الصرح مفتوحة أمام الأقطاب في أي وقت وهم ليسوا بحاجة إلى دعوة، مشيرة إلى أن بيان المطارنة الموارنة كان واضحاً لجهة ضرورة الاستفادة من الفرصة التي سنحت للبنان بانتخاب رئيس جديد وهذا ما يفرض على الجميع استغلال هذه الفرصة التي قد لا تتكرر، خاصة وأنه سبق وتعهد الأقطاب الموارنة الأربعة، بأنهم سيدعمون من يحظى من بينهم، بأوسع دعم لانتخابه رئيساً.
ولفتت الأوساط إلى أنه ليس هناك موعد محدد على أجندة البطريرك مع الأقطاب، لكن لا شيء يمنع من اجتماعه بهم في أي وقت، سيما وأن تسارع التطورات المتصلة بالتسوية الرئاسية يفترض زيادة وتيرة التنسيق والتشاور بين القيادات السياسية لعدم إضاعة الفرصة لإنقاذ لبنان، مشددة على أن بكركي تدعم انتخاب النائب فرنجية أو أي شخصية من الأقطاب الأربعة يمكن أن تحظى بالتأييد السياسي الأوسع، لأنه ما عاد ممكناً القبول بما يجري واستمرار تغييب رأس الدولة، بالنظر إلى تداعيات ذلك الخطرة على البلد والمؤسسات، الأمر الذي يستوجب أن تتسارع الخطى بعد سنة ونصف من الفراغ لاجتماع مجلس النواب لانتخاب الرئيس العتيد وتشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون عادل ومنصف للانتخابات النيابية وإجراء الاستحقاق على أساسه.
وأشادت الأوساط القريبة من بكركي بدور رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري من خلال المبادرة التي أطلقها، مشددة على أن الرئيس الجديد يجب أن يكون مدعوماً من غالبية القوى السياسية المسيحية والإسلامية ليستطيع القيام بدوره في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، كما أن الالتفاف الشعبي مطلوب أيضاً من جميع اللبنانيين لمساعدة الرئيس العتيد على إخراج البلد من أزمته وتهيئة المناخات الملائمة لمد جسور الحوار بين المكونات السياسية والطائفية وتعزيز مناخات الاستقرار والسلم الأهلي، مع بداية العهد الجديد الذي يتزامن مع ما يجري في المنطقة من تطورات ستترك انعكاساتها على الأوضاع اللبنانية.