Site icon IMLebanon

الثقب الأسود في البيت الأبيض!

 

في ظلّ استراتيجيات محاور الشرّ في المنطقة والعالم، ينزلق العالم نحو شرّ مستطير ومدمّر للحضارة الانسانية على وجه هذا الكوكب. والثقب الأسود الذي يهدّد بابتلاع هذه الحضارة موجود في البيت الأبيض! وهذا الانعطاف الخطر حدث مع وصول شخصية مهزوزة وغير متوازنة وتفتقد العمق وبعد النظر، ولا ترى بين عدد من النقاط على امتداد العالم، ولا تحصر نظرها إلاّ في نقطة واحدة تتعلق بعبادة الذات بنرجسية قاتلة… وهذا هو نموذج الحكم الذي يقدمه دونالد ترامب في رئاسة امبراطورية الولايات المتحدة الأميركية، بكل ما تمثله من فجور وطغيان!

 

***

كان من تقاليد صنع القرار في الادارة الأميركية طرح كل الأفكار والسيناريوهات من المؤسسات المشاركة في وضعه، من عسكرية ومدنية ومؤسسات أبحاث ودراسات وأجهزة استخبارية وغيرها. وكل هذا التقليد آخذ في التضاؤل والانحسار في عهد ترامب. وأخطر ما يجري اليوم نهج مبرمج يقوده الرئيس بتفريغ ادارته من العقول والشخصيات المتمايزة عن نمط تفكيره ومزاجه، واستجلاب شخصيات مطواعة وتشبهه في الانقياد والسطحية، وتمشي معه على العمياني، حتى ولو كان يقود أميركا والعالم الى… الجحيم!

***

في تركيبة شخصيته التجارية، لا يرى ترامب أولا وأخيرا سوى مصلحته السياسية والذاتية، مدفوعا بهوى وجداني عميق نحو الصهيونية واسرائيل، ويرى فيهما ضمان حاضره المزعزع ومستقبل تجديد ولايته! ونجحت اسرائيل واللوبي اليهودي في أميركا والصهيونية العالمية في استغلال هذه التركيبة الهزازة في شخصية ترامب، ونجحت في زحلقته على طريق بدأ باعترافه بالقدس عاصمة أبدية لاسرائيل، وخطوتها التالية تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان ما يعرف بصفقة العصر! أما الأدهى والأخطر فهو جرّ أميركا نحو مسار يقود الى ان تخوض أميركا بجيوشها وقواها المسلحة والطاغية، والى شنّ الحروب ضدّ أعداء اسرائيل، وبالنيابة عنها!

***

فشل حتى الآن مخطط ترامب بدق الإسفين الأضخم في وحدة سوريا والعراق بهدف تقسيمهما عن طريق اقامة الدولة الكردية على أجزاء من أراضي هاتين الدولتين العربيتين. وانزلق اليوم الى احتلال أميركي مباشر شرقي العراق. وتزيّن الصهيونية حاليا لترامب اكمال انتصاره باحتلال أجزاء أوسع من الأرض، والمبادرة الى شنّ حرب مباشرة على النظام السوري! وهذا الواقع سيقود حتما الى المواجهة الأعظم التي تتمناها اسرائيل وتعمل على انجازها، بين أميركا وايران بدعم من الحلفاء من المنطقة… ويتجاهل هذا السيناريو الوجود الروسي الفاعل في المنطقة والعالم، حتى ولو قاد في النهاية الى حريق يشعل الحرب العالمية الثالثة!