IMLebanon

مسار ٧ أيار الأسود يحط جنوباً

 

يستمر مسار اجتياح حزب الله لبيروت عسكرياً في السابع من شهر أيار عام ٢٠٠٨، وقتل وترهيب اهلها بسلاح المقاومة بذرائع كاذبة، متواصلا في مصادرة القرار اللبناني وتفريغ المؤسسات، واضعاف سلطة الدولة،  واحلال الفوضى وعدم الاستقرار، وتعميم نشر السلاح غير الشرعي، وتعريض لبنان لشتى المخاطر والازمات الساخنة والمستعصية.

وظف حزب الله مفاعيل السابع من أيار منذ ذلك الحين، في التحكم بالحياة السياسية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية المهمة، لاسيما منها انتخابات رئاسة الجمهورية، كماهو حاصل حاليا، تشكيل الحكومات والهيمنة على عملها وشل فاعليتها، واسقاطها حين تتعارض مع مصالحه الاقليمية، وتعطيل الاصلاحات، وتجاوز الدستور والقوانين،  اغتيال رموز سياسية ووطنية، وترهيب المعارضين لسياساته وارتكاباته اللاشرعية.

اكثر من ذلك، استغل الحزب حال الفوضى، لاستعمال لبنان منصة، لاستعداء واساءة علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة، وعبور الحدود اللبنانية للمشاركة في الحروب المذهبية بسوريا والعراق واليمن، واستهداف أمن واستقرار العديد من الدول العربية، التي ماتزال بعضها حتى يومنا هذا تعاني جراء هذه الممارسات.

يصادف حلول ذكرى اجتياح حزب الله لبيروت هذه الأيام، مع ذروة مفاعيل ذلك اليوم المشؤوم سياسيا وسلطويا، بمصادرة القرار اللبناني، والزج بلبنان في مواجهات عسكرية مفتوحة مع إسرائيل، بقرار احادي منفرد وبمعزل عن قرارات وارادة الحكومة والسلطة، ومعظم مكونات الشعب اللبناني، تحت شعارات وحجج براقة، ظاهرها التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب الإسرائيلية الاجرامية على قطاع غزّة، وباطنه الانصياع لطموحات النظام الايراني، باستغلال الاراضي اللبنانية خدمة لمصالحه وصفقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ومصالح اللبنانيين عموما.

وها هو لبنان اليوم،  مايزال يدفع ثمن السابع من أيار المشؤوم، فراغا في سدة الرئاسة والسلطة عموما، وخرابا ودمارا للقرى والبلدات والمناطق الجنوبية ومئات الشهداء والجرحى، وخسائر باهظة في الدورة الاقتصادية، جراء مصادرة حزب الله، القرار السياسي الداخلي، وتسلط سلاحه الايراني غير الشرعي على الدولة ككل.