يصف مرجع كنسي رفيع ما يسمى بـ «التقرير الاسود» الذي رفعه احد الكرادلة وهو دومينيك مومبرتي الى الفاتيكان وتناول فيه اوضاع المسيحيين في لبنان وضعف بكركي امام تقدم الاقطاب الموارنة على دورها وعدم التزامهم بمواقفها بانه يندرج في اطار الاثارة الاعلامية التي عمدت اليها بعض الصحف نقلاً عن «الوكالة المركزية»، لا اكثر ولا اقل والمؤسف ان الامر يزيد من البلبلة على الرقعة المسيحية في ظل الشغور الرئاسي كون رئاسة الجمهورية هي آخر ما تبقى للموارنة اثر «اتفاق الطائف» الذي جرم صلاحيات الرئاسة لصالح مجلس الوزراء مجتمعاً.
ويضيف المرجع الكنسي ان «التقرير الاسود» الذي قيل ان البابا فرنسيس الاول استند عليه ليطلب من الرئيس الاميركي باراك اوباما مساعدة واشنطن لانجاز الاستحقاق الرئاسي لا صحة له على الاطلاق فالكاردينال مومبرتي الذي نسب اليه «التقرير جاء الى لبنان تلبية لدعوة من مطران بيروت بولس مطر للمشاركة بالاحتفال بيوبيله الكهنوتي الخمسين. كون الرجلين تربطهما صداقة كبيرة، وان مومبرتي لم يكن مكلفاً باية مهمة من الفاتيكان ولا علاقة له بالملف اللبناني لا من قريب ولا من بعيد فهو شغل منصب وزير خارجية الفاتيكان ذات مرة وينحصر دوره حالياً برئاسة مجلس القضاء في الحاضرة البابوية، وان لقاءاته مع بعض المرجعيات المسيحية التي لم يسلط عليها الضوء جاءت على خلفية معرفته بهم ايام كان يشغل وزارة الخارجية في الفاتيكان، اما الاجتهاد بانه رفع تقريرا للفاتيكان حول وضع بكركي وانحسار دورها فلا يمت الى الحقيقة بصلة كون الموفدين من الكرادلة الى لبنان بمهمات محددة هم اصحاب الشأن في رفع التقارير والمعروف ان الفاتيكان يتمتع بتراتبية صارمة لجهة عمل ودور الكرادلة.
ويشير المصدر الى ان الملف اللبناني في عهدة امين سر العلاقات الخارجية في الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غلاغر الذي يتواصل مع السفارة البابوية في لبنان ويتلقى منها التقارير الدورية وان غلاغر لم يزر لبنان مرة واحدة، وان هم الفاتيكان الاساسي يتمثل في وحدة المسيحيين ودورهم، وان الحاضرة البابوية اوصت اضافة الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بضرورة اجراء مصالحة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لمحو اثار الماضي بينهما وان الوزير السابق وديع الخازن عمل طيلة 8 اشهر على خط معراب – الرابية لجمع القطبين، بموازاة الجهود المستحيلة التي بذلها النائب ابراهيم كنعان ومسؤول جهاد التواصل والاعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي لانجاز «ورقة النوايا» التي انتقلت لاحقاً من الورق الى التطبيق الفعلي بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وهذا ما اعتبرته بكركي انجازاً تاريخياً قد يرمى «بالحرم» اي طرف منهما اذا انقلب على الاتفاق.
ويقول المرجع الكنسي الرفيع ان البابا فرنسيس تحدث مع اوباما عرضاً اثناء جولته الاميركية طالباً المساعدة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وان الرئيس الاميركي وعد بذلك، وان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيكون في اول اسبوع من العام 2016 على قاعدة «الرئيس التوافقي». وان واشنطن ستتفاهم مع طهران على ذلك اما السعودية فلها حق «الفيتو» على الاسم، ولن تكون موسكو بعيدة عن الصورة كونها باتت شريكاً ولاعباً كبيراً على ساحة المنطقة وان تفاهمها مع واشنطن على ضرب الارهاب المتمثل بـ «داعش» و«النصرة» وبقية الفصائل التكفيرية، يوازيه تفاهم آخر حول ترسيم مناطق النفوذ للطرفين، وان اتصال الرئيس السوري بشار الاسد بعون يتعلق اولاً واخيراً بالاستحقاق، وان الجنرال ان لم يكن رئيساً للجمهورية فسيبقى الممر الالزامي لاختيار بديله اي انه سيكون صانع الرؤساء.