Site icon IMLebanon

ضربة معلم… تصنيف «الحرس الثوري»

 

القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي، بتصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية محظورة، قرار ضخم متعدد الآثار.

هذه الشبكة، ولا أقول الجيش أو المنظمة العسكرية أو حتى الداخلية الإيرانية فقط، شبكة يتعلق بخيوطها السامة كل عناكب الشر في منطقة الشرق الأوسط، وخارج الشرق الأوسط.

الحرس الثوري، أو حراس الثورة الخمينية، هم نخاع ولبّ النظام الإيراني المتأسلم، هم عقله وهم ذراعه. باختصار، الحرس الثوري هو الدولة الحقيقية للجماعة الخمينية؛ أي يمكن تصور بقاء الجيش الإيراني والشرطة الإيرانية والثقافة الإيرانية والاقتصاد الإيراني مع اضمحلال وانحلال النظام الخميني، لكن لا يمكن تصور استمرار هذه الشبكة المسماة الحرس الثوري.

الضربة الأميركية، الأخيرة، ضمن مسلسل التصعيد والحصار على مكامن القوة الإيرانية الشريرة، ليست موجهة للوجه العسكري للحرس الثوري فقط، بل لوجهه الاقتصادي والثقافي والإعلامي والسياسي والاستخباري أيضاً.

ويكفي أن نعلم أن «حزب الله» اللبناني، والحوثي اليمني، وعصابات «الحشد العراقي»، وعصابات الفاطميين الأفغانية بسوريا، وميليشيا الأشتر البحرينية، و«حزب الله – الحجاز» السعودي، هم مجرد جماعات «تابعة» للحرس الثوري الإيراني.

تأسست هذه الشبكة الخبيثة مع فجر الانقلاب الخميني الكبير، ويؤرخ لانطلاقتها بمايو (أيار) 1979. وكانت الحرب العراقية – الإيرانية هي الرحم الذي تخّلقت في جوفه مضغة الحرس الثوري، ثم صارت لاحقاً «وزارة»، خلال الفترة 1982 – 1989.

وفي عام 1988، بعد نهاية الحرب العراقية – الإيرانية، ألغيت وزارة الحرس الثوري، وصارت ما نعرفه اليوم؛ دولة داخل الدولة، أو دولة فوق الدولة، في وضعية شاذة أراد سدنة النظام نسخها في أكثر من بلد عربي (العراق، ولبنان، واليمن)، حتى إن بعض رموز الجمهورية الخمينية نفسها تذمر من هذا الحال، وهو رفسنجاني الذي كتب في مذكراته عن محادثات جرت في تلك الفترة لدمج الحرس الثوري مع الجيش، لكنها انتهت بالفشل، كما تشير مطالعة لطيفة نشرت بموقع «رصيف 22».

لدى الحرس الثوري بنوكه وشركات طيرانه وجامعاته وشركاته ووكالات أنبائه، مثل وكالتي «فارس» و«تسنيم»، وصحفه ومواقعه، وعملاؤه وعصاباته، ومهربوه للمخدرات ومعمموه الخاصون، أو بكلمة: قل لدى الحرس الثوري دولته الخاصة العابرة للحدود.

من أجل ذلك كله، فإن وضع هذه الشبكة الخبيثة تحت الرادار والعقوبات المصرفية والسياسية الأميركية قفزة مفيدة للأمام، وضغط مناسب على بعض الغرب والشرق الذي «يطنّش» على هذا كله، لمآرب وحاجات في نفس يعقوب.

«حزب الله» اللبناني، والحوثي اليمني، والحشد العراقي، أطراف صغيرة لهذا الوحش الكبير، وضربة على رأس الوحش تنهي وجود الأطراف الصغيرة.