في الزّمن اللبناني الضّائع، وُلِدَ «السَّمَنْدل الأعمى»!! و»السَّمَنْدَل الأعمى» هو «الطِّفلُ التنّين»، لم يتسنَّ للبنانيّين أن يتتبّعوا الخبر، فهم يعيشون للمرة المليون في تاريخهم أكذوبة «الوقت الضائع»، والكُلّ يُنظّر علينا، وما نسمعُه كما يقول الإخوة السوريّون «ما بينزل بميزان ولا بقبّان»، فمن هنا يطلع علينا أحدهم بتصريح بأنّ نهاد المشنوق لا يمثّل المستقبل، ومن هناك يتفلسف علينا أحدهم وهو يحدّثنا عن الطموحات الحكوميّة لنهاد المشنوق، وما شهدناه فُعِل باللواء أشرف ريفي، نراه يُفْعلُ بالوزير نهاد المشنوق.
يا أهلنا، يا إخوتنا» في المملكة، «كتّر خيركم»، منذ ثلاثة أشهر زحف اللبنانيّون إلى السفارة السعوديّة لنتضامن مع أنفسنا كعرب، نحن وأنتم واحد، ولكنّ السياسة تُنتقد، وقد ابتلى العرب لبنان بجمال عبدالناصر، وبأبو عمار، وبآل الأسد، ولم نتهمكم بشيء، فعلامَ تُبرى الأقلام لتسلخ «بضع كلمات» قالها بالنيابة عنّا وعن كثير من اللبنانيين نهاد المشنوق، وبصدق شديد أقول لكم يا إخوتنا «كلّهم يكذبونكم القول اليوم ويتملّقون مقامكم السّامي»، مع أنّهم تلوا على مسامع اللبنانيّين في الصالونات والأزقّة أكثر بكثير ممّا قاله نهاد المشنوق على الشاشة!!!
بالعودة، إلى الطفل التنّين، لقد ولِدَ حقاً، وللمناسبة، هذا مجرّد نصّ، لا أدّعي أنّني عبدالله بن المقفّع الذي اتهموه بالزندقة وأمر سفيان بن معاوية رجاله بأن يقتلوه قتلةً لم يُقتل بها أحد قبلاً ولّن يُقتل بها أحد بَعداً»، وبعد ذلك ربطه وأمر بإحضار فرن تنور فَسجَّره وأوقده حتى أصبح حامياً مُتوّقداً عندئذٍ أمر سفيان رجاله بِتقطيع أعضاء وأطراف عبدالله بن المقفع عضواً عضواً وكُلما قطعوا عضواً من جسم إبن المقفع يقول لهم سفيان بن معاوية: «ألقوه وأرموه في النار»، فجعل رجال سفيان يقطعون أعضاءه ثم يرمونها في الفرن حتى تحترق بينما يرى وينظر لها عبدالله بن المقفع حتى هلك.
هذا نصّ ولا أدّعي أنّني جان دو لافونتين أشهر كاتب قصص خرافية (القصص التي تدور أحداثها على ألسنة الحيوانات) في تاريخ الأدب الفرنسي، صاحب الـ»Fables» ، ولكنّ الواقع اللبناني والعربي، بات يُشبه زمن الاستنجاد بألسنة الحيوانات و»بيدبا الحكيم» و»الملك دبشليم»، وهذا واقع علينا الاعتراف به، فالماء في أفواه الكلّ!!
حاول الباحثون «تفقيس بويضة « في العام 2013 ولكن وقتها لم تتكلل العملية بالنجاح… نعم، نحن في زمن «السَّمَنْدل الأعمى»، ولقد شوهد «الطفل التنّين» لأول مرة منذ القرن السابع عشر، وفي واقعة نادرة للغاية، ولد في كهف بوستوجنا أحد الكهوف الكارستية في سلوفانيا، أول طفل تنين (baby Dragon)، بحسب ما أعلنت هيئة السياحة السلوفانية، وقد أبصر الكائن الصغير النور من بويضة تسمى «السَّمَنْدل» وبدأت هذه الظاهرة الفريدة حين لاحظ المرشدون السياحيون مؤشرات غريبة للبيضة الأولى في كهف بوستوجنا في نهاية شهر كانون الثاني 2016، وعلى الفور أبلغوا العلماء المتخصصين، ليعملوا من جهتهم على تحقيق فرصة نجاح هذه التجربة.
وللمناسبة، وللمفارقة أنّ «التنّين» برج صيني، عنصره التراب وترتيبه الخامس حلفاؤه القرد، الفأر وعدوّه الكلب، أمّا مميّزاته فيمتلك قوة وإرادة خارقتين. يملك كاريزما لا مثيل لها ويتبع أسلوب حياة نادر خاص به. التعامل معه ليس بالشيء السهل فيمكن أن ينغرّ أحياناً بمهاراته أو يتطلب كثيراً وغالباً ما يكون طائشاً ومستهتراً.
هذا نصّ؛ مجرّد نصّ ويستطيع من يشاء أن يقرأه كما يشاء، فهو يحتمل كلّ الإسقاطات، ومع هذا أنا مضطرّة أن أقول لكم أنّ «الطفل التنّين» الذي احتفل العلماء بولادته في سلوفينيا هو من فصيلة السحالي، بالمعنى اللبناني هو «حرباية»، ليس أكثر!!