IMLebanon

موقف بلينكن من الاستحقاق الرئاسي رسم حدوداً للتدخلات الخارجيّة

قرأت مصادر نيابية بين سطور المواقف المستجدة من الاستحقاق الرئاسي نوعا من التوجه الدولي كما المحلي نحو فتح كوة في جدار هذا الاستحقاق المؤجل منذ نحو العام. ولاحظت ان الدعوة التي اطلقها البطريرك بشاره الراعي والتي تزامنت مع الموقف اللافت لنائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، حول وجوب تأمين النصاب البرلماني لانتخاب رئيس للجمهورية وصولا الى تحديد البطريرك الراعي، ان طرفا لبنانيا يعطل هذا النصاب، تؤشر على دخول الاستحقاق مرحلة جديدة قد تحمل معها ما يشبه التسوية للازمة السياسية ولكن من دون اتضاح خارطة الحل المرتقب.

وبمعزل عن المواقف الداخلية المعلنة ازاء الشغور الرئاسي ومراوحة هذه القضية بانتظار بلورة الاوضاع الاقليمية، اكدت المصادر النيابية ان المؤثرات الخارجية لا تزال حاضرة بقوة في الروزنامة السياسية الداخلية، وان ما برز في الخطاب السياسي لبعض القوى الفاعلة في الاستحقاق الرئاسي، يحمل دلالات كافية على ان مسيرة الانتخابات الرئاسية متوقفة على ساعة المستجدات غير اللبنانية اولا وان كل ما سجل من مساع محلية لدفعها نحو خط النهاية يبقى مجرد عملية تقطيع للوقت ثانيا. وكشفت هذه المصادر ان كلام الموفد الاميركي الواضح والصريح بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، حول الملف الرئاسي واعتباره الانتخابات الرئاسية، خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح، قد رسم لوحة متكاملة حدد فيها حدود الدور الخارجي على هذا الصعيد وفي مقدمته دور الولايات المتحدة الاميركية وكذلك دور اية قوى خارجية أخرى.

في الموازاة لاحظت المصادر النيابية ان ما تردد خلال الاسبوع الماضي عن اقتراب حلحلة الملف الرئاسي في تموز المقبل، يحمل الكثير من المبالغة، معتبرة انه يندرج في سياق ربط الاستحقاق مجددا بالتسويات الخارجية. وأكدت ان موقف بلينكن من هذا الملف هو رد مباشر من الادارة الاميركية على كل النظريات الداخلية التي سلمت مفتاح قصر بعبدا الى الخارج بصورة نهائية. وتحدثت عن وجود هامش كبير امام المسؤولين لفصل الاستحقاق الرئاسي عن الروزنامات الخارجية، وعن قدرة المشاركين في الحوارات الثنائية المباشرة وغير المباشرة على خرق الجمود الرئاسي، بعدما طالت مرحلة الشغور وبات التعطيل يمتد من قصر بعبدا الى مؤسسات اخرى.

من جهة اخرى شددت المصادر نفسها على أهمية العودة الى الاتفاق الداخلي على المستويين المسيحي كما الوطني، وعلى عدم التلكؤ او التأخير في هذا السياق وبالتالي توظيف المناخات الدولية المستجدة في تحقيق تقدم على صعيد توافق فريقي الثامن والرابع عشر من اذار، على انتخاب الرئيس الجديد من دون اي تأخير او مماطلة. وخلصت الى اعتبار العوامل الداخلية رئيسية وشبه مستقلة لاحداث تغيير ينتظره الجميع ويتعلق عليه مصير البلاد راهنا ومستقبلا.