IMLebanon

كتلة «الإرتهان» لإيران!

واللهِ لولا مخافة أن يؤخذَ بعض اللبنانيين بما يفتريه حزب الله وكتلته النيابيّة من كذب، لما توقفنا عند ما صدر بالأمس عن «كتلة نوّاب الإرتهان لإيران» فكلّهم على بعضهم وما يصدر عنهم، لا يستحقّ قطرة حبر ولا دقيقة من وقت!! عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تَسْتَحِ فاصنعْ ما شئت»، وهؤلاء «بلا حيا».

بالأمس صدر بيان عن كتلة من «نوّاب إيران في لبنان» مخزٍ للذين صدر عنهم، فحتّى «الكذب» أبسط قواعده أن تجعل من تكذب عليه «يصدّقك»، ولكنّ حال هؤلاء أنّهم يكذبون الكذبة ويصدّقونها ويريدون من الناس أن يصدّقوا كذبهم، بالأمس حمَّلت «كتلة العمالة وخيانة الوطن» حزب المستقبل المسؤولية الكاملة عن الشّلل الذي أصاب مؤسسات الدولة(…) وهنا؛ نحن لسنا بوارد الدّفاع في الأصل عن حزب المستقبل أو تيّاره، فحال هذا الأخير لا يسرّ عدوّاً ولا صديقاً، ولكن هذه الوقاحة تستفزّ من يقرأها ويسمعها، وكأنّ الشعب أبلهٌ يُصدّق كلّ ما يُقال له، أو كأنّه من جمهور هذه الكتلة الذي اعتاد أن يقول «آمين»، وهنا نودّ طرح هذه الأسئلة على من يمارسون سياسة تعطيل البلاد والعباد من أيلول العام 2006، من الذي عطّل لبنان على مدى ما يقارب عامين وشلّ الحكومة وأخرج «شعوبه» إلى الشارع وعلقت هناك؟ أليس حزب الله الذي تمثّله هذه الكتلة ذات الولاء الإيراني الخالص؟!

ونتساءل أيضاً، من شلّ البلاد لاحقاً وبعد 21 أيار عام 2008 بعد تعهده وبنصّ اتفاق الدوحة على: ثانياً ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيراً توزع على اساس 16 وزيرا للاغلبية و 11 للمعارضة و3 للرئيس.. وتتعهد كافة الاطراف بمقتضى هذا الاتفاق بعدم الاستقالة او إعاقة عمل الحكومة»!!

ووصفت كتلة إيران في المجلس النيابي اللبناني حزب المستقبل بأنّه «امتهن سياسة الانقلاب على ما يتم الاتفاق عليه في الحوارات الداخلية، وتجويف الدستور من محتواه ووثيقة الوفاق الوطني من مندرجاتها وفي طليعتها الشراكة الوطنية الحقيقية، وهي شراكة تفرض التمثيل الحقيقي للمكونات اللبنانية داخل مؤسسات الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية»!! أيّة وقاحة هذه التي تُنسي هؤلاء أفاعيلهم في تعطيل الدستور اللبناني، والسطو على الرئاسات الثلاث، وتعطيل لبنان إلى حين تغيير نظامه، كلّ هذه الموبقات يأتيها حزب الله من دون أدنى خجل، وهو الذي مارس الانقلاب تلو الآخر على وعوده على «طاولات الحوار» المتتالية، من الذي انقلب على وعده ـ على طاولة الحوار في أيار العام 2006 ـ بصيف هادئ فأدخل لبنان في حرب طاحنة، ومن نفّذ الانقلاب على حكومة الثلث المعطّل فعطّلها واستقال منها لاحقاً، ومن الذي نفّذ انقلاب القمصان السود وشكّل حكومة الحزب الواحد، وحكم البلاد على مدى ثلاث سنوات وحكم عليها بالشلل المميت، ثمّ من الذي انقلب على طاولة الحوار وعلى إعلان بعبدا الصادر في 11 حزيران 2012، من السخافة أن يتحدّث أرباب الانقلابات متهمين سواهم بالانقلاب على ما يتم الاتفاق عليه في الحوارات الداخلية!!

 ونسأل: من الذي كرّس تعطيل الجمهورية البرلمانية وديموقراطيتها فحوّلها إلى اختراع أسماه «الديموقراطية الطائفيّة»، فعطلّوا البلاد والعباد بمسمى زورٍ وبهتان هو «الشراكة الوطنيّة»، فعن أيّ شراكة وطنيّة يتحدّث هؤلاء؟! الشراكة تكون بين شريكيْن، ومن العجب أننا نستمر في مشاركة هؤلاء، مع أنّ «كبيرهم» حسن نصرالله أمين عام حزب الله أعلن علينا بملء فيه وبكامل وعيه في 26 أيار 2008 حقيقة أن لا شراكة لهؤلاء عندما خطب قائلاً: «أنا اليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فرداً في حزب ولاية الفقيه(…) ولاية الفقيه أن نأتي ونقول قيادتنا وإرادتنا وولاية أمرنا وقرار حربنا وقرار سلمنا وكذا، هو بيد الولي الفقيه»، أتباع إيران يتشدّقون بالحديث عن الشراكة الوطنيّة، هل سمعتم مرّة واحداً من نواب المستقبل يفخر بتبعيته للسعوديّة؟!

وفي السياق؛ «يا أهل العار والشَّنار والسّابع من أيار»؛ نحتاج ربما من حين لآخر أن نذكّركم بحقيقتكم، فأنتم آخر من يحقّ له اتهام الآخرين التحدّث عن التبعيّة والشراكة الحقيقيّة والانقلاب على الاتفاقات، أنتم كما قلتم: «نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران» [جريدة النهار 1987/3/5]، وأنتم كما قلتم: «إن إيران ولبنان شعبٌ واحد، وبلدٌ واحد، وكما قال أحد العلماء الأعلام: إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً» [الشيخ حسن طراد، إمام مسجد الإمام المهدي ? النهار في 1986/12/11]، بل انتم كما قال «كبيركم»: «تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى إلى التحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني… الذي لولاه لما كان السادس من شباط» [حسن نصرالله، الحقيقة في /1986/2/10] و[حسن نصرالله، السفير في 1986/2/9].