Site icon IMLebanon

كتلة «السيد» تُكذّب خطابه!

لم تكن كتلة نواب «حزب الله» موفقة في بيانها الأخير الذي اتهمت فيه تيار «المستقبل» بـ»التورط في احتضان عصابات الارهاب التكفيري». على الأرجح، ارتكبت «خطأ استراتيجياً» في «نقض» خطاب أمينها العام السيد حسن نصر الله الذي حذر تيار «المستقبل» من «خطر عصابات الارهاب التكفيري»، حين قال في خطابه الأخير:» أول ضحايا داعش في لبنان والنصرة سيكون تيار «المستقبل» وقادته ونوابه».

أول ما يستنتجه المرء من موقف كتلة نواب «حزب الله» أنه «تكذيب» لكلام أمينها العام. ولو سلمنا جدلاً أن أحدهما «صادق» في ما يقول، فمن هو «الكاذب»، هل هي الكتلة، أم نصر الله، طالما أن أحداً من اللبنانيين لم «يهضم» كيف يمكن لتيار «المستقبل» الذي حذره نصر الله من سيف «عصابات الارهاب التكفيري»، أن يكون «حاضناً» لها؟!

لا يختلف اثنان على أن بيان كتلة نواب «حزب الله» أصاب نصر الله وأهانه، ولم يصب تيار «المستقبل» أبداً. وربما، بات لزاماً على نصر الله، من بعده، أن يستمع إلى نصائح أحد «شيعة السفارة» الزميل نديم قطيش، وأن يبادر إلى إصدار «تكليف شرعي» بمحاسبة من يكتب بيانات الحزب التي تتناقض مع خطابه، ولا تتناغم معه، فأن يأتي الحساب متأخراً خيرٌ من يستمر الحزب بتخبطه السياسي والاعلامي، الذي يعكس مدى المأزق الذي يعيشه «حزب الله» في هذه الأيام.

كثرة التناقضات في خطاب «حزب الله» تفتح الباب على كثرة التفسيرات لتوصيف ما يصفه البعض بـ»الهذيان»، وأبرزها:

أولاً: إما أن «حزب الله» ما عاد يفهم على «حزب الله»، بحيث يقول الشيء اليوم، ثم يقول نقيضه في اليوم التالي، وكل ذلك، كرمى اتهام تيار «المستقبل» بما يغرق به الحزب من موبقات.

ثانياً: إما أن في «حزب الله» أكثر من حزب، لا ينسقون في ما بينهم، ولكل حزب رأيه وموقفه، وربما أمينه العام حتى!. 

ثالثاً: إما أن نصر الله يعيش في «غربة» عن «حزب الله»، كما يعيش «حزب الله» غربته عن لبنان.

قد لا تكون هذه التفسيرات صحيحة، لكن فيها من المنطق، بقدر ما في خطاب «حزب الله» من تناقضات، لا تفسير لها في حسابات اللبنانيين، سوى أن «حزب الله» في مأزق، والمأزق كبير.