يعيش لبنان أزمة سياسية حقيقية، بسبب صعوبة تشكيل الحكومة المقبلة وتفيد اوساط مقربة من بيت الوسط ان لا حكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، خصوصا ان ذلك بات صعبا بـ «اللاءات» المتبادلة والشروط وعدم ثقة الاطراف بعضها بالبعض الآخر بالرغم من تركيز الرئيس المكلف سعد الحريري على المشاورات المكثفة مع باقي الاطراف السياسية من اجل تشكيل الحكومة الجديدة وكان أبرزها «البلوكاج» على «القوات اللبنانية» من قبل «حزب الله» و«حركة امل» قد يستمر إلى نهاية السنة وربما اكثر. وتشير الاوساط الى ان الحريري يرث صعوبات خلّفها لنفسه من الحكومات السابقة قد تؤدي الى فشل الولادة وأن عملية كسر العظام تتواصل بين كل من الثنائي الشيعي وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحليفه الدكتور سمير جعجع اللذين اصبحا يقودان تحالفا قويا مكونا من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، فيما تتجه بعض الاحزاب والتيارات للالتحاق بهذا التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة، اما تحالف التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية فهو اولا للحفاظ على مركز رئاسة الجمهورية.
وتفيد الاوساط بان هذا « البلوكاج» قد يغيّر في المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة والتي غيّرت مواقف القوى الى التردد والتراجع والتعبير عن الإرادة في تدقيق طبيعة أي مشاركة قبل أي قرار، لذلك فان الحريري لن يقدر على جمع الأغلبية وتشكيل الحكومة في المنظور القريب.
وتضيف الاوساط : اننا أمام وضعية تتسم مرة أخرى بتوزيع الاتهامات يمينا ويسارا ويراد لنا أن نقتنع بأن الأمر يتعلق فقط بالحصول على بعض الحقائب الوزارية. وها نحن في قلب وضع يتميز مرة أخرى بمناورات سياسية ضيقة، بدل مشاورات سياسية قائمة على تغليب منطق الحكمة والعمل الجدي والمسؤولية في التوجه والاختيار والتواصل والإعلام، بدل اعتماد أسلوب البحث عن القواسم المشتركة وتطوير النقاش في قلب المفاوضات بين الأطراف والدفع في اتجاه توفير أجواء الاتفاق بين الفرقاء من أجل تيسير أمر تشكيل الحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال عون وتفادي السقوط في مطب تعطيل المؤسسات. وها هو «الثنائي الشيعي» يلعب مرة أخرى على كل الحبال، برأي الاوساط نفسها، ليحمِّل الجميع مسؤولية عدم نجاح المشاورات والمفاوضات وينأى بنفسه عن مسؤولية هذا الفشل المؤقت
فإذا كانت هناك من حرب ضارية اليوم تضيف الاوساط، فهي التي يقودها الثنائي الشيعي ضد التحالف المسيحي، مما يهدّد أسس ومقومات العيش المشترك وافتعال الوصول إلى حالة من الاختناق السياسي. وهذا بالضبط ما يؤشر على الرغبة في العودة بالبلاد إلى حرب طائفية.