IMLebanon

حجْبُ “المنار”… و”كرامة” لبنان!

حين تحدّث النائب حسن فضل الله عن حظر قناة “المنار” على قمرَي “عرب سات” و”نايل سات” قال إنها قضية “وطنية”، “سيادية”، و”مسّ بكرامة لبنان”. لا بد من شكره على التنويه بـ “لبنان” لا بالكرامة، ولا بأس بالإشارة الى أن “حزب الله”، أي حزبه، لا يتذكّر لبنان وكرامة دولته في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية لكنه يتذكّر لبنان (وكرامته) بمناسبة حجب “المنار” فضائياً، ما يعني خصوصاً أن متابعي اطلالات أمينه العام في الخارج سيضطرّون لمشاهدتها عبر الانترنت. لا يتردّد فضل الله في طلب “التضامن مع “المنار” “خارج الاصطفافات والانقسامات السياسية”، لماذا؟ لأنها مسألة “حرية” ولا تنازل عنها “أيّاً تكن الخلافات الداخلية”. لكن فاته أن “الحرية” بنسختها “المنارية” ايرانية وليست لبنانية.

بين الوهم والسذاجة يريد رئيس اللجنة البرلمانية للاعلام والاتصالات اجماعاً حكومياً للردّ سياسياً على الجهة العربية التي اتخذت قراراً سياسياً ضد قناة تلفزيونية، يريد معالجة منفصلة بين حكومتي لبنان ومصر، إمّا للتحايل على انقسامات عربية يفترضها، أو ظنّاً منه أن القاهرة ستناصر “حزب الله” ضد السعودية ودول الخليج. فالمشكلة اسمها “حزب الله” وليس لبنان، و”المنار” جهاز اعلامي تابع لهذا الحزب، وإذا قال إنه ينطق باسم “المقاومة” أو غير ذلك فهذا لا يغيّر شيئاً في طبيعة المشكلة. لم يفكّر أحد في حجب “المنار” طوال مرحلة المقاومة ضد اسرائيل وبعدها وحتى بعد انتهائها، ولو حصل لكانت حظيت بتضامن تلقائي واسع. بل لم يُطرح أمر حظرها بعد الاغتيالات السياسية التي ارتكبها “حزب الله” ودشّن بها الحقبة – المستمرة – من الارهاب داخل لبنان ثم داخل سوريا.

لم ترتكب “المنار” أي مخالفة قانونية، يقول فضل الله، نعم، لكن “الحزب” ارتكب أفظع المخالفات السياسية والأمنية. وكما أنه ظلّ دائماً مخلوقاً غريباً عن عالم الأحزاب، كذلك بقيت “المنار” خارج النسيج الاعلامي اللبناني. كل ما في الأمر أن “حزب الله” أخذ بمبدأ “الحرية”، وأعطى لنفسه الحق في القتال في دول عربية وفي انشاء خلايا تخريب وتدريب ميليشيات على تنفيذ اغتيالات وعمليات في عواصم عربية، ثم في منحها منبراً اعلامياً على “المنار”، وها هو يستهجن اليوم أن تردّ الجهات المتضرّرة عليه سواء بتصنيفه ارهابياً أو بحظر أداته البروباغندية فضائياً.

لعل درّتَي الدرر في اشارتين لفضل الله، أولاهما الى “اقتراح عملي”، كما سمّاه، بأن يتاح بث “المنار” من ضمن باقة تضم قنوات لبنانية اخرى، ويكمن “الذكاء” هنا في أنه يطالب “عملياً” بإفساحها جميعاً أو بحجبها جميعاً. أما الثانية فخصّ بها باقة القنوات الايرانية على “عرب سات” وكيف أن أحداً لا يستطيع “قلعها”، لكن فاته هنا أيضاً أن “المشروع الايراني” يستخدم ميليشيا “حزب الله” و”منار”ه في مهمات لا يعهد بها الى ميليشياته وقنواته الاخرى.