IMLebanon

حجب «المنار» عن عربسات وإعدام الصحون اللاقطة في إيران!

بالإذن من كل السياسة اللبنانيّة وعصفوريّتها وصراعات العالم الإفتراضي وبالإذن من الرئاسة «المبادرة» المجمّدة، والمُرشّح «المُجلّد»، فثمّة همروجة كبرى منصوبة تحت عنوان «حريّة الإعلام» يتراكض فيها الجميع للتضامن مع قناة المنار وسيلة «الإعلام الحربي» لحزب الله، فقد قامت قيامة القناة وحزب الله ونوّابه ومن لفّ لفّ الموالين للحزب والتابعين والقابضين وما سوى ذلك بعد اتخاذ منظمة الاتصالات الفضائية العربية ARABSAT  قراراً بحجب بثّ قناة المنار عن ترددات أقمارها الصناعيّة التي التي يستفيد من خدماته ملايين المنازل في أكثر من مئة بلد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأفريقيا وأوروبا، وبهذا يكون حزب الله قد حرم من دخول ملايين البيوت في العالم العربي تحديداً، لتُحرّك إيران عبر شاشته «شيعتها» و»خلاياها النائمة» في قلب هذا العالم العربي الذي استيقظ ولكن بعد فوات الأوان!!

وللتعريف فقط بـ»Arab Satellite communications Organization»، فإنّ ARABSAT هي سلسلة من الأقمار الصناعية للاتصالات والبثّ تمتلكها جامعة الدول العربية وتأسست المنظمة في عام 1976، باختصار عندما تعود ملكيّة عربسات إلى جامعة الدول العربيّة فقرار الحجب يكون سياسيّاً عندما يتخذ بحجم الخطر الذي تشكّله مطلق وسيلة إعلاميّة على الأمن القومي العربي، والكلام على طريقة وزير الإعلام رمزي جريج بأنّ لبنان «مساهم في شركة عربسات وله صوت يمكن ان يسمع في ما سيتخذ من قرارات لا تتفق مع الاهداف التي يجب ان تسعى اليها عربسات»!!

وبمناسبة الحديث عن مساهمة لبنان فيها والتي لا تتجاوز 3.8٪، أما أكبر المساهمين فهم المملكة العربية السعودية 36.7%، الكويت 14.6%، ليبيا 11.3%، قطر 9.8%، وهنا علينا أن نقول ـ وبصرف النظر عن موقفنا من قناة المنار وحزب الله ـ لم يترك الحزب ثقباً يستطيع النفاد منه إلى علاقة سويّة مع العالم، فماذا كان ينتظر غير هذا بعدما أطاح هو وإيران كل الخطوط الحمر وأمعنوا في التدخل في شؤون العالم العربي إرهاباً وتخريباً!!

هل يريد حزب الله وأمينه العام أن تستمر عرب سات ومقرها في المملكة العربيّة السعوديّة ـ الرياض أن تظلّ تنقل عبر قمر عربسات هتاف «الموت لآل سعود» وأن يبقى المشاهد السعودي ودولته يتفرّجون، أن يُهين المملكة وحكّامها ويكيل لهم الاتهامات ويساويهم بالصهيونية وهم يتفرّجون؟!

هذا أقل ما يجب أن يُفعل في وجه إرهاب حزب الله، ثمّ تعالوا لنتحدّث عن هذا التفجّع على حريّة الإعلام والقناة اللبنانيّة المسلوبة الحقّ، ألم يفعل حزب الله ما هو أفظع بكثير؟ ألم يهاجم تلفزيون المستقبل في منطقة القنطاري وأوقف بثّه مهدّداً بإحراقه وأرسل خبراء لفكّ كلّ أجهزة البثّ وأخذها معهم؟! ألم يرسل سراياه لإحراق تلفزيون المستقبل في منطقة الروشة، فعلى أيّ حريّة إعلام يتباكى؟!

هل على الدول العربيّة أن تفتح هواءها لتهديد أمنها القومي، أم لسماع كلام العداوة الحاقد على هذه الدول من حسن نصرالله إلى مصطفى ملكوتيان أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران وأحد أهم مُنظّري الحرس الثوري، عندما يقول: «علينا أن نطبق تجربة حزب الله اللبناني في البحرين من خلال تدريب وتشكيل مقاومة مسلحة تستهدف التواجد العسكري السعودي والخليجي هناك.. وعلينا استهداف آبار النفط في البحرين والسعودية فهذا سيجبر الغرب الذي سيجن جنونه من خلال تعرض مصالحه للخطر إلى اتخاذ مواقف ضاغطة ضد الحكومتين البحرينية والسعودية وبذلك سنحقق أهدافنا الإستراتيجية»!!

الحريّة الإعلاميّة لا تتجزأ، لا يجتمع صيف وشتاء تحت سقف واحد، وللتذكير فقط فقد قامت قوات الحرس في مدينة شيراز عام 2013 بدهس 800 جهاز «لاقط وريسيفر» لاستقبال القنوات الفضائية تحت سرفة المجنزرات واعتبرت هذا العمل «بادرة رمزية» و»مبادرة قيمة للتصدي للغزو الثقافي لأعداء الثورة والنظام» وجرى تدمير الاجهزة «بحضور المسؤولين في المحافظة ومدينة شيراز»!!

وكتب موقع قوات الحرس في محافظة فارس بهذا الصدد «في شيراز خرجت دبابات قوات الحرس لغزو الصحون اللاقطة للقنوات الفضائية، إنها كانت المرحلة الثانية لتدمير الأجهزة المسحوبة التي تم فقط في إحدى الوحدات المكلفة تنفيذ مشروع مكافحة القنوات الفضائية»، وقد قام أفراد من الحرس الثوري بتعليق العلم الاميركي على عدد من الصحون اللاقطة ومعها شعار «الموت لأميركا»، وربما يزيدون غداً في إيران شعاراتهم فيرفعون شعار «الموت لآل سعود»!!

وبعد هذا يريدون أن يستخدموا أقمارهم الصناعيّة لكيل الشتائم والتهم لهم، وإن حجبوا هذه الشتائم يكونون ضد الحريّة الإعلاميّة.. «بدكن ما تواخذوني، لا أتضامن مع قناة وإعلام حزب إرهابي»!!