Site icon IMLebanon

عمادة الدم.. بعد عمادة النار

اثارت معركة تحرير جرود عرسال من مجرمي «جبهة النصرة»، وفي مقدمهم الجزار ابو مالك التلي الذي امر بقتل جنود لبنانيين في الاسر، والمعارك التي تدور اليوم في جرود القاع ورأس بعلبك من الجهتين اللبنانية والسورية، الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام التي لم تجد لها اجوبة كافية ووافية حتى الان، وربما ستبقى لغزاً، اذا بقيت هذه الطبقة السياسية في الحكم، او اكثريتها على الاقل، لان كشف خفايا هذه المعركة يتطلب شجاعة ورجولة غير موجودتين عند عدد «محرز» موجود اليوم في الحكم.

السؤال الاول البديهي، لماذا لم يعط الجيش الضوء الاخضر في بدء معركة الجرود من قبل السلطة السياسية، والمعركة واجب وطني يتحمله الجيش الوطني وليس غيره؟!

السؤال الثاني، لماذا سمحت السلطات اللبنانية بخروج التلّي من الارض اللبنانية، وهو المسؤول عن ذبح جنودنا، حتى من دون سؤاله عن جثث هؤلاء الشهداء، لتسليمها الى عائلاتهم والقيام بواجب دفنهم بكرامة وفق الاصول العسكرية؟

السؤال الثالث، كيف يمكن تفسير الخضوع لمطالب التلّي، وهو المنهزم عسكرياً، واطلاق مساجين مجرمين بعيداً من سلطة القضاء والقوانين؟؟

السؤال الرابع، لماذا لم تصرّ الحكومة اللبنانية على معرفة خلايا «جبهة النصرة» النائمة، والتي تشكل قنابل موقوتة لا يعرف متى تفجّر باللبنانيين الابرياء، في المساجد او الكنائس او المطاعم او الشوارع المكتظة بالناس؟!

السؤال الخامس والاخير في هذا الجزء من معركة الجرود، هل كان توقيت بدئها  مقصوداً  ان يكون مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن واجتماعه بالرئيس الاميركي ترامب، او كان صدفة سيئة؟!

***

بالنسبة الى المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني بشجاعة واندفاع وبطولة وتضحيات غالية، لتحرير جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك من قبضة رأس الارهاب، تنظيم «داعش» التكفيري، فهي التي كشفت ان الجيش اللبناني جاهز وحاضر ومستعد للقيام بأي واجب تكلفه إياه السلطة السياسية، على الحدود او في الداخل، وكشفت مدى التفاف الشعب اللبناني حول جيشه ومدى استعداده لتقديم اي مساعدة وعون لابنائه الذين يقدمون الدماء والارواح في سبيل لبنان، وهذا هو الوجه المضيء المشرق لهذه المعركة اضافة الى التحرير الكامل الاكيد، اما الوجه الاسود، والمعيب، فهو تعاسة التغطية الاعلامية لبعض وسائل الاعلام المرئية، واكاد اقول كلها، والمهنية المفقودة، والثرثرة غير المفيدة بل الضارة، يضاف الى هذا استضافة العديد من الضباط المتقاعدين، الذين «ينظّرون» اكثر مما يحللون ويقدمون من معلومات مفيدة، واريد في هذا الصدد ان اشير بالتحديد الى ضابط متقاعد، اساء اساءة كبيرة الى الجيش وقائد الجيش، ورئيس الجمهورية عندما قال رداً على سؤال لمحطة تلفزيونية عربية منتشرة في العالم العربي والعالم، انه غير صحيح ان الجيش اللبناني لم ينسق مع حزب الله والجيش السوري، والتنسيق كان «تحت الطاولة» وهذا التصريح جاء تقريباً مباشرة بعد تأكيد مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد قانصو، ان الجيش لم ينسق لا مع حزب الله ولا مع الجيش السوري، ومن الثابت ان تأكيد العميد قانصو هو قرار من اعلى سلطة سياسية في لبنان، ومن اعلى سلطة في الجيش اللبناني، ويأتي هذا الضابط المتقاعد ليسيء الى هؤلاء، والى علاقات لبنان العربية والدولية، وخصوصاً للعلاقات مع الدول التي تقدم السلاح والدعم للجيش، الى جنة الخلد شهداء الجيش، والى شفاء جرحاه.