بعيداً عن ضجيج واحتفالات الحوثي «الغرائزية» بمصرع علي عبد الله صالح، زعيم «المؤتمر الشعبي العام» داخل اليمن، في مشهد همجي علني، فإن العاقبة لن تكون لصالح الحوثي الخرافي الإمامي.
دم صالح ليس كأي دم، صالح الذي قرّر في البرهة الأخيرة من عمره أن يتخذ موقفاً وطنياً ساطعاً بالثورة على الحوثي، ودعوة اليمنيين لحماية الجمهورية من الكهنوت السلالي، المتخيمن.
هذا الدم ربما كان أفضل شيء قدمه صالح في حياته السياسية، وسيكون «قميصاً» تحتشد تحته الطاقات لملاحقة الحوثي.
الغريب أننا لم نجد موقفاً سريعاً من العواصم الغربية تجاه مصرع صالح ورفاقه بطريقة، وفق المعايير الغربية، تعتبر جريمة حرب، عبر الإعدام الميداني العلني دون محاكمة.
من عادة الخواجات المبادرة بمثل هذه المواقف، من هنا يأتي الإلحاح على مصانع القرار الغربي بأن تخرج منتجات عملية حقيقية إزاء الجماعة التي صنفها قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع أنها جماعة إرهابية.
رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بن دغر، طالب – بحق – المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بموقف حقيقي من الحوثيين.
أما «المؤتمر الشعبي العام» بعد مجزرة الحوثي لصالح وجماعته، فسأل: «أما آن للعالم أن يدرك أن هذه الفاشية (الحوثيين) التي تقتل الإنسان وتهدم البيوت (…) هي إرهاب منظم يتم على مرأى ومسمع كل من يعيش على كوكب الأرض؟».
في الوقت نفسه من احتفالات القاتل الحوثي رأينا احتفالات قادة النظام الخميني بإيران، فقال رئيس الحرس الثوري الخميني، جعفري، طبقاً لـ«تسنيم» الإيرانية: «حلفاء إيران في سوريا واليمن والبحرين استلهموا تجربة الثورة الإيرانية». مثلها الصحيفة المرتبطة بالمرشد «كيهان» علقت على مقتل صالح: «أحد الألطاف الإلهية الخفية». حتى حمامة الاعتدال روحاني قال: «شعب اليمن المخلص سيجعل المعتدين يندمون على أفعالهم».
لكن بعيداً عن هذه الأهازيج الخمينية، فإن الواقع يقول شيئاً آخر، حتى بتقدير أصوات إيرانية خدمت النظام، مثل قاسم محب علي، الرئيس الأسبق لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الإيرانية، حين قال في مقابلة مع وكالة إيرانية: «لا حظوظ للحوثيين في تشكيل حكومة». لأنه «لا الجامعة العربية ولا المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة تعترف بهم رسمياً».
سعودياً، مجلس الوزراء، أعرب عن أمله في ودعمه لـ«انتفاضة أبناء الشعب اليمني ضد الميليشيات الحوثية».
بتقديري، مقتل صالح بهذه الطريقة وهذا الشكل، بُعيد صحوة العقل الصالحي، هو فرصة لا أزمة، إن بادر التحالف لبناء حالة جديدة يتحد فيها المؤتمري مع الشرعي ضد الحوثي، بدفع من دماء صالح.
تصبح القضية الجامعة للكل هي: الذود عن الجمهورية اليمنية.