ليل أول من أمس، عادت الضاحية الجنوبية لتدخل دائرة الجحيم بعد انقطاع دام لأكثر من سنة. تفجيران دمويان هزا منطقة «عين السكة» في برج البراجنة لتهتز على وقعهما مواقع التواصل الاجتماعي. اللبنانيون مذهولون من وحشية المشهد. عاد «داعش» بأسلوبه الدموي ليتسلل الى مناطقهم الآمنة، من حيث لا يدرون.
43 شهيداً سالت دماؤهم على الأرض، 43 مواطناً لبنانياً، لكل منهم قصة، وعائلة، وذكريات، تطايرت كلها مع أشلائهم. فظاعة الجريمة كانت أقوى من أي شيء آخر، أقوى من الانقسامات السياسية والطائفية والمناطقية. من طرابلس وبيروت والطريق الجديدة وكسروان وعكار والجنوب والجبل أجمع اللبنانيون على استنكار المأساة وتعزية أهالي الشهداء والتأكيد أن لا حجج سياسية تبرر قتل الأبرياء. ولغاية ساعات الصباح الأولى استمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتتبع الأخبار وإعادة نشرها إضافة الى نشر الفيديوات المسربة التي التُقطت بعد دقائق من الانفجارين. وبتصوير بدائي استطاع أحد المواطنين نقل الصورة مباشرة للحظات ما بين الانفجار الأول والثاني، الفيديو التقط بكاميرا هاتف لمدة دقيقتين مظهراً حجم الدمار والهلع بين المواطنين المتواجدين في المكان. أما حيدر الطفل الذي لم يتجاوز السنتين، فلن يجد من كان يبكي على كتفيه كل اليوم، حيدر الذي استشهد والداه في الانفجار واستطاع المسعفون نقله حياً الى المستشفى انتشر له فيديو حاز على نسبة تعليقات ومشاركة قياسية، وهو ينادي والديه ويرجو الأطباء إخراجهم من السيارة.
وتعليقاً على هذه المأساة كتبت أولغا جعجع «عند الموت تسقط كل الحواجز.. رحمتك يا رب… الرحمة لمن سقط في الإنفجار، والشفاء العاجل للجرحى، الله يساعد العالم». انجي كبارة قالت «مهما اختلفت الآراء ووجهات النظر السياسية بين بعض منضل أبناء بلد وحدة والجرح اللي صاب الضاحية صاب لبنان كلو». لارا صقر كتبت «انسى طائفتك يا عيني وما تشمت في «إنسان» متلك سقط ضحية لعبة أكبر منو واللي فجّر اليوم بكرا بيفجّر عندك تذكر إنو #الإرهاب_لا_دين_له #كلنا-ضحايا». عُبادة يوسف سأل اللبنانيين «كم من شيعي لديه صديق سني وكم من سني لديه صديق شيعي، كم من شيعي أمه سنية وكم من سني أمه شيعية، كم من شيعي زوجته سنّية وكم من سنّي زوجته شيعية. كفاكم فتنة وكفاكم تحريضاً. اللهم ارحم الأبرياء ثم ارحمهم ثم ارحمهم وزلزل الأرض تحت أقدام كل الإرهابيين والقتلة».
ونشر شربل عيد صورة لشاب يتبرع بالدم من داخل المستشفى في الطريق الجديدة معلقاً «شباب طريق الجديدة يتبرعون بدمائهم لإخوانهم الجرحى في الضاحية الجنوبية». وقال يوسف «رغم الاختلافات السياسية ولكن جميعنا ننتمي الى لبنان. هذا ما علمنا اياه الرئيس الشهيد رفيق الحريري». حسان دياب علّق «الأيدي الآثمة تمتد من جديد للأبرياء بانفجارين ولم يقدّر لانتحاريين آخرين أن يصلا الى هدفهما إذ تم قتل الأول وهرب الثاني وعدد الأبرياء يزداد باستمرار ليكون عشرات الشهداء ولم يستطع تفكيري تحليل أسباب استهداف مدنيين أبرياء وأي عقل يحمله هؤلاء. اللعنة كل اللعنة على هكذا بشر».
من جهته كتب عماد قميحة «لعن الله من يستهدف المدنيين ومن يرضى بذلك… كل التضامن مع أهلنا المدنيين في الضاحية». وقال وليد «كل شبر من لبنان غالي والمواطنين اللبنانيين كلن دمن غالي وحرام مهما تكن المنطقة والطايفة والسياسة». ايهاب ضاهر قال في ما يشبه الدعاء «الله يسلم العالم والله يرحم الشهداء والله يشفي الجرحى والله يساعد لبنان». ونشر رهاج الأسمر صورة سوداء وعلق «يوم لبناني حزين، رحم الله شهداء الضاحية الجنوبية». جيسكار الودي قال «بغض النظر ما هي الأسباب ومن المستهدف هناك أبرياء سقطوا شهداء». وعادت لارا صقر لتكتب «بتتصل لتطمن ع قرايبينك بعد الانفجار بتنبسط لانن بخير وبتنسى أنو في ناس بريئة ذنبها أنو كانت مارقة بالمكان وراحت ضحية إجرام وحقد أكبر منا كلنا. هالشهدا عندن قرايبين وأهل بالن مشغول وقلبن احترق… بالحصيلة كلنا مستهدفين باخواتنا وعيلنا إذا مش اليوم فبكرا… وبعدين». وتعليقاً على مقابلة مواطن على احدى الشاشات كتبت «مواطن من الضاحية: رح فل من الضاحية وإذا بقدر رح فل من لبنان الموت بالبحر أشرفلي»، وفي تغريدة أخرى علقت بحزن «43 شهيداً… 43 بيتاً لم يكن صباحهم كصباح يوم أمس ولن يعود قد ما حكينا وقلنا الوجع الحقيقي وجع الناس اللي فقدت غالي وجع أهاليهم وأبنائهم رحم الله الشهداء ويلعن هالبلد».
وكتب أحمد ماضي «يلي فجرت حالك ما سألت حالك رح تقتل مين. أطفال وشباب وصبايا مدنيين ما حاملين سلاح يا مجرم يا سفاح يا عدو الإنسان لا الك رب ولا دين». أما اسامه وهبي فشدد على أن «دائماً الأبرياء يدفعون ثمن لعبة الموت، المهم أن لا تصدح أصوات شامتة أو مبررة أو غير مبالية وكأنها تعيش في بلد آخر. الإرهاب هو إرهاب وإدانته واجب وطني بغض النظر عن هوية ودين ومذهب مرتكبيه.
نهاد سعلّقت من طرابلس #هنا-الضاحية_الجنوبية». نادين نشابة أرسلت تضامنها «من طرابلس هنا الضاحية الجنوبية». وكتبت صفاء اياد «برج البراجنة رافقتكم السلامة أم الشهداء»، مرفقة تعليقها بصورة برج البراجنة مضرجة بالدماء». جورج كفاعي علق باختصار «ورغم كل شيء الجمرة ما بتحرق إلا مطرحها». وكذلك فعل رالف «الجمعة 13… نهار أسود سيشهد على جنازة عشرات اللبنانيين». ومن طريق الجديدة ايضاً تحية على مواقع التواصل الاجتماعي فنشر خالد صورة «من طريق الجديدة هنا الضاحية الجنوبية» معلقاً «كلنا أهل».