اكثر ما يلفت في الــ 38 مرشحة ومرشحا الذين اعلن الرئيس سعد الحريري اسماءهم، امس، أَنّ بينهم وجوهاً جديدة ليس فقط قياساً الى نواب تيار المستقبل «السابقين» وحسب، بل ايضاً في المطلق.
والمهرجان الانتخابي (الترشيحي) الحاشد الذي اعلن فيه الحريري عن هذه الاسماء كلها ومسك ختامها اسمه شخصياً، أكّد مرة ثانية على ان الشارع لا يزال نبضه الحقيقي يعزف لهذا الرجل الذي جاء الى السياسة من المأساة المروّعة اثر استشهاد والده، ولم تكن رحلته فيها (من 2005 حتى اليوم) سمناً وعسلاً، بل هي شهدت مطبات شديدة وصعوبات مشهودة، واشواكاً تدمي، وربّما خناجر في ايادٍ عديدة.
قد يكون من السابق لأوانه دراسة الأسماء التي تقدّم بها الزعيم السنّي الأول في لبنان، خصوصاً واننا لا نعرف معظم الاسماء التي اعلن ترشيحها بإسم تيار المستقبل… الاّ اننا نعرف عن بعضهم الكثير من الحضور العلمي والاجتماعي … وفي هذا السياق يمكن إدراج البضعة أسماء للسيدات اللواتي ذكرهن الحريري كمرشحات. ولكن هذا لا يعني عدم التطرق الى ما يمكن التوقف عنده لماماً وسريعاً:
1- لقد ترك الحريري مجالاً واسعاً للمفاوضات مع الأطراف المرشحة لأن تكون متحالفة معه في دوائر عديدة، وبالذات للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فهو لم يسّم مرشحاً عن اي مقعد من المقاعد المسيحية في صيدا جزين (مارونيان وكاثوليكي واحد). وكذلك لم يُسمّ مرشحاً بديلاً للارثوذكسي (اللواء انطوان سعد) وآخر مارونياً بدلاً من روبير غانم في البقاع الغربي. وايضاً في دائرة زحلة وان كان خصّ هذه الدائرة وحدها بالقول: لم تكتمل … ولم يقدم اي مرشح لدائرة بيروت الاولى من المسيحيين: الماروني والارثوذكسي والكاثوليكي والارمن الخ…
2- … وفي تقديرنا ان هذا يعني ترك الباب مفتوحاً أمام المفاوضات وبالذات مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في المناطق التي رّبما يتعاون فيها مع الطرفين في لوائح واحدة، او مع كل منهما على حدة.
3- تحلّى الحريري بكثير من الجرأة المعنوية والادبية ليعلن عدم تجديد التعاون مع فريق من نواب «المستقبل» وعديدهم ليس قليلاً على كل حال. ونظراً لأنَّ كتلته النيابية المنبثقة من انتخابات 2009 هي كتلة كبيرة. فمن الطبيعي ان يكون عدد الذين لم يرشحهم مجدداً اكبر من اعداد النواب الذين لم تُعد سائر الكتل والاحزاب ترشيحهم على لوائحها في انتخابات السادس من ايار المقبل.
4- لا شك في ان بعض الترشيحات في طرابلس يحمل طابع المفاجأة الاّ انّ ما للرجل من معطيات قد لا يملكها سواه لتفسير تلك الترشيحات في دائرة هي الاكثر دقّة وحساسية.
5- يسجل للحريري انه رشّح اربع سيّدات من اصل 38 مرشحاً ما يوازي نسبة 10.52% صحيح ان هذه النسبة ليست مرتفعة ولكنها بداية لا بأس فيها… وبالتالي بات متوقعاً ان يكون ترشيح المرأة خطاً أحمر يتعذر تجاوزه، خصوصاً وأنّ قوى اخرى ستتجه الى التقدم بترشيحات نسائية في صفوفها. وهذا سيصبح تقليداً لن يلبث أن يضحى واقعاً يفرض ذاته على نطاق اوسع فأوسع فأوسع… كما نأمل. مع تمنياتنا للمرأة بالتوفيق بالنجاح، خصوصا الزميلات الاعلاميات.