تستعد منسقيات «تيار المستقبل» في لبنان للقيام بورش عمل بعد انقضاء شهر رمضان، يتخللها إعداد تقارير العمل لكل منسقية، وانتخاب الفاعليات التمثيلية في كل منطقة، وذلك استعدادا للمؤتمر العام المزمع عقده في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، والذي من المفترض أن يشارك فيه نحو 1200 شخص لديهم صفات تمثيلية، سيقدمون الاقتراحات من أجل إعادة هيكلة التيار والأطر الحزبية فيه، إضافة الى انتخاب رئيس وأعضاء المكتب السياسي الذين بدورهم سينتخبون الأمين العام للتيار.
وجاء اجتماع المكتب السياسي الذي عقد برئاسة الرئيس سعد الحريري، كخطوة تمهيدية استعدادا لهذا المؤتمر وإنشاء اللجان التي ستضع تصورا كاملا عن الأمور التنظيمية والسياسية والحزبية والاجتماعية والشعبية.
وشكل الاجتماع مناسبة لإجراء مراجعة نقدية لمسيرة «التيار الأزرق» على أكثر من صعيد، ووضع الكثير من الضوابط السياسية لقياداته وأركانه بهدف تنسيق المواقف، والابتعاد عن الشعبوية، وضبط سقف التصريحات التي من المفترض أن تكون منسجمة ومتناغمة مع التوجه العام لـ «تيار المستقبل» وسعد الحريري الذي وضع أيضا أعضاء المكتب السياسي بأجواء المستجدات السياسية، وفي استمراره بترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.
ولفت مطلعون على أجواء الاجتماع الانتباه الى أنه لم يتم التطرق خلال الاجتماع الى الأزمة المالية التي بات الجميع يعتبرها تحصيل حاصل، وأنها مستمرة في المدى المنظور ولا حلول سريعة لها، علما أن ما يحصل على صعيد صرف الموظفين وكان آخرهم نحو 700 شخص من قطاع الأمن والحراسة كان أمرا متوقعا، ونتيجة حتمية لاستفحال الأزمة المالية.
وأشارت المعلومات المتوفرة لـ «السفير» الى أن اجتماع المكتب السياسي بحث مطولا في نتائج انتخابات بلدية طرابلس، حيث أكد الحريري أن تيار «المستقبل» يتحمل المسؤولية كغيره من أركان التحالف، وأن التراخي كان سمة الجميع، ولم يصر الى الإعداد الصحيح للمعركة لأن الأكثرية كانت تعتبرها منتهية لمصلحة التحالف، داعيا الى ضرورة إعادة قراءة الشارع قراءةً جيدة، والتعاطي معه بإيجابية وإقناع، خصوصا أن هناك من عمل خلال المعركة الانتخابية على استخدام كل شعارات «تيار المستقبل» الى حدود المبالغة فيها من أجل استمالة الشارع.
وتضيف المعلومات أن العلاقة مع الوزير أشرف ريفي أخذت حيزا من النقاش خلال الاجتماع، حيث استمع الحريري الى آراء أعضاء المكتب السياسي في كل ما حصل وأدى الى الخلاف بين التيار ووزير العدل المستقيل، ليخرج الجميع بخلاصة مفادها أن ريفي لا يشكل أولوية لـ «تيار المستقبل» في المرحلة الراهنة، ولكن الأولوية هي للتيار نفسه على صعيد معالجة مختلف القضايا والأزمات التي تواجهه، وفي مقدمتها مصالحة الشارع ومواجهة التراجع الشعبي الحاصل، وإذا أراد ريفي العودة الى حضن «تيار المستقبل» فإن الباب ما يزال مفتوحا ولكن ضمن شروط وثوابت ومبادئ محددة، وإذا أراد أن يبقى على استقلاليته السياسية، من دون لجوئه الى الهجوم على التيار، فإن إمكانية التحالف معه تحددها ظروف وشروط محددة أيضا.
وعلمت «السفير» أن الرئيس سعد الحريري سينتقل الى طرابلس يوم الجمعة في 24 حزيران الجاري ويقيم فيها ثلاثة أيام يرعى خلالها ثلاثة إفطارات رمضانية: الأول مركزي لمدن طرابلس والميناء والقلمون، والثاني للكورة، وثالث للضنية والمنية، كما سيشارك في سحورين للعائلات الطرابلسية يقيمهما عضو المكتب السياسي الدكتور مصطفى علوش، ومستشار الحريري عبد الغني كبارة، ومن المفترض أن يلقي الحريري كلمات حول الوضع اللبناني العام وعن علاقته بطرابلس ومناطق الجوار.