IMLebanon

حالة غليان في رحبة… والكهنة دقوا ناقوس الخطر

ماذا يحصل في بلدة رحبة العكارية؟

رحبة احدى البلدات العكارية في منطقة الجومة وهي بلدة محورية في عكار خاصة في الاونة الاخيرة التي تحولت الى مدينة في ظل المجلس البلدي السابق الذي انجز الكثير من المشاريع الانمائية التي شكلت نقلة نوعية في البلدة.

تشهد البلدة حاليا حالة غليان غير مسبوق ولم تشهدها حتى في زمن الحرب الاهلية وهي ناتجة عن ذيول الانتخابات البلدية الاخيرة التي شكلت مفاجأة لجميع القوى والتيارات السياسية بنتائجها غير المتوقعة والتي ادت الى خسارة رئيس البلدية سجيع عطية (مدير اعمال عصام فارس في لبنان) وفوز المغترب فادي بربر.

لم تنته ذيول هذه الانتخابات بل بقيت منذ ايار الماضي والى اليوم تتفاعل وتتخذ اشكالا متعددة واكثر من منحى وردود فعل سواء على المستوى الميداني الشعبي او عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي تفهم فيه المجلس البلدي خسارته المفاجئة كان الفائز ينتشي  بفوزه المرتكز على عدة عوامل موضوعية. بل برأي فاعليات ان فوز الرئيس الحالي جعله يسكر بنشوة هذا الفوز. ومنذ اعلان النتائج والى اليوم كانت له مواقف اثارت جدلا وعلامات استفهام.

اخر ما حصل حدثان شكلا توترا في البلدة الحدث الاول هو مقاطعة الرئيس الحالي لاحتفال نظمه المطران باسيليوس منصور تكريما لوزير الدفاع يعقوب الصراف. والحدث الاخر هو الذي وقع في البلدة ليل امس الاول، حيث اعتدى خمسة شبان على العضو البلدي السابق غسان قرعان بالضرب المبرح في كمين نصبوه له انتقاما لما كتبه القرعان على صفحته الفايسبوك منتقدا المجلس البلدي الحالي.

وبالرغم من التحذير الذي تبلغه قرعان ووصلت الى حد تهديده لمنعه من مواصلة النقد للمجلس البلدي الا انه استمر الى ان حصلت واقعة الاعتداء عليه. تقدم القرعان بشكوى رسمية ادعى فيها انه تعرض لكمين من شباب في بلدة رحبة استدرجوه وضربوه ضربا مبرحا، وجاء في تفاصيل الحادثة انه جرت عدة محاولات لاستدراج القرعان وزجه في اشتباك وهو جالس في منزل صديقه ونودي عليه من الخارج وحين خرج اعتدى الشبان عليه بالضرب واعتبرت مصادر مقربة من عائلته ان السبب خلفيات سياسية مع انه لم تحصل مواجهة مباشرة واتهمت المصادر مرافقي وسائقي رئيس البلدية الحالي فيما استنكر الرئيس السابق للبلدية سجيع عطية الحادثة داعيا الى التخلي عن اسلوب الميليشيات والكييدية التي تستهدف مصالح ابناء رحبة وان نصب الكمائن والضرب اعمال مدانة ومستنكرة واعتبر عطية ان التعبير اللائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو حق مقدس يندرج تحت حرية ابداء الرأي ودعا عطية القضاء المختص الى اظهار الحقيقة ومحاسبة من يظهره التحقيق لافتا الى ان الجيش اللبناني ليس طرفا مع احد.

اما رئيس بلدية الحالي فادي بربر فدعا الى التعقل والتهدئة والابتعاد عن الحساسيات والمهاترات الاعلامية. وان المس بكرامات الاشخاص والمقامات الروحية مرفوض ودعا الجميع تحمل مسؤولياته لتجنيب البلدة المزيد من الانقسام الذي لن يكون لمصلحة اي طرف ولان عواقب الفتنة كبيرة. ثم دعا القوى الامنية الى القيام بواجابتها وتوقيف كل مرتكب معلنا انه لن يغطي اي متورط او مرتكب يخالف القانون.

كما اصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بيانا ادان فيه الاعتداء على غسان قرعان التابع لمديرية رحبة في الحزب واعتبر البيان ان اللجوء الى مثل هذه الاساليب لا يخدم مجتمعاتنا ويساهم في تفسخها ويضعف الروابط الاجتماعية بين ابناء البلدة الواحدة وطالب الحزب بالافراج عن قرعان لانه لم يرتكب جرما ولم يخالف القوانين والانظمة بل تم الاعتداء عليه وطالب البيان الاجهزة الامنية والقضائية بمعاقبة المعتدين حفاظا على الانتظام العام في البلدة. ودعا الى تغليب لغة العقل والحوار في حل النزاعات السياسية والانقسامات التي تركتها الانتخابات البلدية.

واصدر كهنة بلدة رحبة بيانا دعوا فيه «العقلاء الى رفع صوتهم لتعميم منطق الوفاق والسلام ضمن التنوع الطبيعي، والانتماء الحر لكل رحباوي بحسب رأيه وقناعاته».

اضافوا: «ان تنوع الآراء والقناعات هو امر طبيعي في اي مجتمع يحاول من خلال ثقافة الديموقراطية ان يرتقي بناسه واهله، هي مسؤوليتنا جميعا ان نرفض كل احادية وكل تطرف وكل استفزاز، فالظرف المصيري الذي نمر فيه اليوم يدعو الى التعقل وتقديم التنازلات، وتعلمنا الكنيسة ان بذل الذات هو اعظم انواع الحب، فلنكن عظماء بما نعطي».

وتابعوا: «نناشد باسم كل ابناء البلدة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، متابعة سهر الاجهزة الامنية ضمن القوانين المرعية والاصول التي تحترم كرامة الانسان، كما نناشد وزير الدفاع ابن عكار الحريص على الامن وفق معايير واضحة ولا تميز بين هذا وذاك. وكلنا ثقة ان جيشنا لن يكون الا لحماية الابناء ولاحقاق الحق في كل الظروف».

وختموا: «نسأل الله من اجل سلام هذه البلدة ونأمل ان نفتح قلوبنا جميعا، لرحمته كي نسلك كما يشتهي وجهه المحب».

يذكر ان الجيش اوقف القرعان للتحقيق معه في الاسباب التي ادت للاعتداء عليه وفجر امس داهم الجيش منازل المعتدين الخمسة وهم سائقي ومرافقي رئيس بلدية الحالي واوقف كلا من بسام موسى والياس فرح وعمر خوري. فيما تمكن من الفرار مرشد سابا وسايد رزوق. وقد عثر في منازلهم على كميات من الاسلحة. وكان من المقرر ان ينظم اهالي رحبة تظاهرة امام سراي حلبا للمطالبة بالافراج عن قرعان باعتباره انه مصاب بجروح ورضوض نتيجة الاعتداء وتجري اتصالات لاطلاق سراحه كما اطلقت نداءات للاجهزة الامنية والقضائية بايجاد حل نهائي للتوتر الذي يسود البلدة وحسم الخلافات فيها قبل ان تتفاقم وتتطور الى ما لا يحمد عقباه.

احداث رحبة ليست الوحيدة التي طغت على الساحة العكارية يوم امس فقد اقتحم احد اهالي بلدة ببنين مقر البلدية واطلق الرصاص في الهواء واطلق تهديدات تناولت رئيس البلدية ما لم يتم توظيفه لاعالة عائلته وقد رأت المصادر ان هذه الحادثة اشارة خطيرة الى ما آلت اليه الاوضاع الاجتماعية وارتفاع منسوب البطالة التي باتت قنبلة موقوتة قد تتفجر في اكثر من بلدة واكثر من منطقة.