ماذا تجني موسكو من مؤتمر فيينا لمستقبل الحل في سوريا، فيما تتدخل الدول المشاركة في التفاوض برعاية وزيري خارجيتي الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف، إما بالهجمات العسكرية وإما بتمويل النظام او المعارضة؟
اميركا ومن يدور في فلكها ومن يؤيدها من الدول الاوروبية والعربية، متهمة بتزويد المعارضة كميات هائلة من صواريخ “تاو” المضادة للدبابات، وصلتها منذ بدء التدخل الروسي العسكري في 30 أيلول الماضي. كما ان روسيا متهمة باستهداف مواقع المعارضة بدلا من اهداف عسكرية ل”داعش”.
ولاحظت مصادر لبنانية ان الخلاصات التي تتوصل اليها كل جولة من المحادثات في فيينا تظهر تباعدا في ملفي التنظيمات الارهابية وتصنيفها وتجفيف الاموال لتمويلها ولوقف تسليحها.
ورأت ان الاتهامات التي توجه الى من يدعم نظام بشار الاسد داخل قاعة “امبريال اوتيل” في فيينا، قد تودي بالمؤتمر، ولاسيما بعد اسقاط مقاتلة روسية بذريعة خرق السيادة التركية.
وأشارت الى ان موسكو لم تتحسب لتفردها بالتدخل العسكري الجوي لدعم النظام، زاعمة ان ذلك يتم بطلب من الاسد. وقد تعرضت منذ اليوم الاول، لإنتقادات شديدة من واشنطن وباريس ولندن والرياض وسواها ومن المعارضة السورية، وكان هناك اتهام بأن ال”سوخوي” تستهدف مواقعها العسكرية بنسبة اكبر من تلك التي اصابت مواقع “داعش.” واتت حادثة الصدام الجوي التركي-الروسي لترفع منسوب التوتر، نظرا الى ان انقره عضو في الحلف الاطلسي . ولم يتأكد منتقدو الروس مما اذا كانت مقاتلاتهم توجه نارها وفق الاحداثيات الصحيحة الى “تنظيم الدولة الاسلامية”، ام انها تتعمد قصف اهداف للمعارضة؟
وأفادت المصادر ان التحسب الروسي لما يصيب سلاح الجو لم يكن على جدول محادثات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره سيرغي لافروف وآخرين. فقد طرح الاول إقتراحات لإجتثاث الارهاب لاقت استحسانا لدى المسؤولين الروس الذين وافقوه على ضرورة التنبه لإندساس عناصر ارهابية في صفوف اللاجئين، وتشديد الرصد لهذا الخطر المقنّع، وفقا لما تثبته تقارير استخباراتية. وأيدوا اقتراحا آخر له لمكافحة هذه الافة، ينحصر برجال الدين، لجهة توعية الشباب على خطر الارهاب.
وافادت مصادر ديبلوماسية “النهار” أن لافروف إتفق وباسيل على ضرورة محاربة إيديولوجيات الارهاب لوأده، وهذا لا يتم فقط بالسلاح، بل باستئصال التنشئة التكفيرية لدى الشباب، وهذه هي الطريقة الكفيلة بإنهاء الظاهرة العابرة للحدود. واشارت الى أن لافروف أطلع ضيفه على الاتصالات التي تجريها الاجهزة المتخصصة بمكافحة الارهاب لانشاء تجمع دولي لمحاربته، ورسم اسس التعاون عن طريق تبادل المعلومات وتنظيم دورات تدريبية مشتركة.
وشرح وزير الخارجية الروسي الاهمية التي يوليها بوتين للتنسيق مع حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.
وشدّد على ضرورة التفريق بين المقاومة والارهاب، وان ذلك سينجلي في الجلسة المقبلة لمؤتمر فيينا الثالث المفترض ان يعقد في باريس منتصف الشهر المقبل لمرة واحدة، كبادرة دعم لفرنسا بعد الهجمات الارهابية التي شنت منذ نحو عشرة ايام. ونقلت ان لافروف وافق باسيل على اقتراحاته لمحاربة “داعش” بثلاثة اساليب، الاول وقف الجهات التي تسهّل لوجيستيا لافراد التنظيم الارهابي تنفيذ الهجمات ضد اهداف مدنية او ضد مسؤولين، والثاني تجفيف الاموال التي تغدق على “داعش” وعلى سائر التنظيمات الارهابية، والثالث إجتثاث الفكر التكفيري.
وركّز الوزيران لافروف وباسيل على اهمية إبقاء لبنان نموذجا للانفتاح، وأيد المسؤول الروسي طرح باسيل حماية هذا النموذج في دول المتوسط والعراق.