IMLebanon

إحجزوا لي مكاناً

 

يحلّ رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ضيفاً في مركزية “تيار المستقبل” – القنطاري، في التاسع من تشرين الأول المقبل…

 

لم يكن معارضو الرئيس سعد الحريري يتوقعون أن يتم امدادهم بـ”هدية”، يستخدمونها كذخيرة في تصويب السهام عليه، ولم يكن جمهور “المستقبل” الذي لم يتفق مع سياسة “الوطني الحر”، مستعداً لـ”هضم” هذا الخبر، ومن حقهم أن يسألوا لماذا؟ إنها سابقة لم يشهدها “المستقبل” من قبل، لا مع خصوم ولا حتى حلفاء.

 

لطالما طمحت إلى أن ألتقي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ليس للتصفيق له بل لأنقل له حجم المعارضة لسياسة “الحزب” المحلية والعربية والدولية، وسماع الإجابة “من دون مونتاج”. لقاء بلا أسئلة مرسلة مسبقاً إلى المسؤول الإعلامي، بل حوار يحاول كل من الطرفين اقناع الآخر بوجهة نظره، وحتى لو انتهى اللقاء ببقاء الطرفين على موقفهما فإن الهدف تحقق وبات كل طرف يعرف كيف يفكر به الآخر.

 

تلقيت الخبر كما تلقاه الآخرون، وأنا من يقرّ ويعترف بمعارضة “باسيلية العهد القوي”، لكن في الوقت نفسه اللقاء لا يعني اتفاقاً، خصوصاً أن “لقاء تشرين” لن يعدّ لباسيل فحسب، بل سيكون انطلاقة سلسلة حوارات سيقيمها “المستقبل” مع الأحزاب اللبنانية باستثناء “حزب الله”.

 

 

وربما موافقة باسيل على الحضور بنفسه إلى “مركزية المستقبل”، يُظهر استعداده للحوار لأنه يشعر بأن مواقفه الأخيرة أدت إلى التباس في العلاقة ولولا ذلك لما حضر، بل كان فضّل استقبال وفد من “المستقبل” في “ميرنا الشالوحي”. علماً أن “اتفاق معراب” يشهد على نتائج الحوار مع باسيل.

 

انحصرت العلاقة بين “المستقبل” و”الوطني الحر” على مستوى الصف الأول من دون أن تنعكس على القواعد، وهكذا كان الحال عندما اتخذ الحريري خيار دعم وصول الرئيس ميشال عون إلى الرئاسة. حينها دائرة صغيرة تحيط برئيس الحكومة كانت مقتنعة بهذا الخيار أما القاعدة فعاشت “انفصاماً” سياسياً، ولم تفهم الأسباب.

 

الأكيد أن الحضور لن يأتي ليصفق لباسيل بل ليطرح هواجسه. ويعلم باسيل تماماً ان اللقاء معه لن يكون مسايرة ولا “تبويس لحى” ولا علاقات عامة، بل فرصة ليسمع من يختلفون مع سياسته. الحوار مع باسيل سيبدأ من آخر لحظات العلاقة معه وتحديداً الجلسة الأخيرة في مجلس النواب التي شهدت حماوة و”مزايدات مناطقية” من العونيين لتستكمل بجملة ملفات: صلاحيات وزير الخارجية ورؤساء البلاد، عودة النازحين السوريين، الاستراتيجية الدفاعية، علاقته مع “حزب الله”، تصرفات إيران، أوضاع المنطقة، التدخل في سوريا والدعوة إلى “التطبيع”، والعنصرية…

 

ملفات باسيل كثيرة، وهو هذه المرة لن يختار الأشخاص الذين يريد اقناعهم بسياسته، بل سيكون أمام حشد من المعارضين… فاحجزوا لي مكاناً.